رئيس التحرير
عصام كامل

خطة توريط العرب فى أزمة غزة.. إسرائيل تضغط لتشكيل قوة عربية تتولى مسئولية الأمن فى القطاع ظاهريا

غزة،فيتو
غزة،فيتو

لا تكتفى إسرائيل بعدوانها الغاشم على قطاع غزة وتدمير البنية التحتية بشكل نهائى وإجبار أهالى غزة على التهجير القسرى من أراضيهم، لكنها تريد أيضًا توريط الدول العربية فى هذا المستنقع من خلال خطة إسرائيلية - أمريكية، تهدف إلى تشكيل قوة عربية بصلاحيات من الأمم المتحدة للاشتباك مع الشعب الفلسطينى، مما يضعهم فى موقف محرج أمام شعوبهم، وينهى الترابط العربى للأبد.

وفى هذا السياق، قال اللواء سمير فرج، الخبير العسكرى والمحلل الاستراتيجى، إن الولايات المتحدة الأمريكية تخطط لتشكيل قوة عربية مشتركة للدخول فى قطاع غزة، لأنها تريد وجود قوة أخرى بعد انسحاب إسرائيل من القطاع تضمن إجراء انتخابات مع استبعاد حركة حماس من الحكم.

وأضاف: فى بادئ الأمر عرضت الولايات المتحدة الأمريكية على مصر إدارة قطاع غزة، لكن القاهرة رفضت نهائيا التواجد فى القطاع، كما رفضت وجود قوة عربية أو قوة أممية، وشددت على أنه لا وجود إلا للسلطة الفلسطينية وهى المسئولة عن إدارة قطاع غزة.

وتابع: فى المقابل تسعى إسرائيل إلى التواجد فى قطاع غزة والسيطرة على أجزاء منه، وإبعاد السلطة الفلسطينية وحركة حماس، وتشكيل حكومة فى القطاع من العشائر الموالية لها حتى تضمن تحقيق كل أهدافها والسيطرة على القطاع بشكل كامل، بينما تسعى السلطة الفلسطينية إلى التصدى لمخططات الاحتلال، وإعادة هيكلة بنائها الداخلى، ودمج باقى فصائل المقاومة وإنهاء الخلافات واتخاذ موقف موحد يصب فى مصلحة القضية الفلسطينية.

وأكد فرج أن حركة حماس ما زالت متحفظة فى الرد على مقترح القوة العربية ولكنها ترفض الخروج من المشهد السياسى فى قطاع غزة أو حتى فكرة إلقاء السلاح، موضحا أن إسرائيل تسعى إلى السيطرة على معبر رفح واحتلاله من الجانب الفلسطينى لفرض سياسة الأمر الواقع وإجبار مصر على التعامل معها فى إدارة القطاع بعيدا عن السلطة الفلسطينية، لكن القاهرة رفضت تماما التنسيق مع حكومة الاحتلال وتشغيل معبر رفح، مشددة على أن معبر رفح الفلسطينى لا بد أن يعود العمل به كما كان قبل الحرب الإسرائيلية على غزة تحت إدارة السلطة الفلسطينية.

واختتم اللواء سمير فرج حديثه مؤكدا أن مصر لن تقوم بالتنسيق أو التعاون مع أى قوات عربية أو دولية تتواجد فى المعبر الفلسطينى، حيث يعد ذلك مخالفا لكافة الاتفاقات والتفاهمات السابقة.

وفى السياق ذاته قال اللواء محمد عبد الواحد، الخبير الاستراتيجى والمحلل العسكرى، إن مشاركة قوات عربية فى إدارة غزة موضوع فى غاية الحساسية، ويتم مناقشته فى الغرف المغلقة.

وأضاف: سبق ورفضت الدول العربية خاصة البلدان التى لديها اتفاق سلام مع إسرائيل المشاركة فى هذه القوة، لأنها قد تتسبب فى خسائر كثيرة لهذه الدول، بسبب الانتقادات التى ستتعرض لها من شعوبها على خلفية مشاهد الدمار وجرائم القتل التى ارتكبتها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى.

وأكد عبد الواحد أن إسرائيل ترغب فى توريط الدول العربية بقطاع غزة بهدف الاستمرار فى تنفيذ أجندتها السياسية والعسكرية تحت أعين القوات العربية لتلقى باللوم عليهم أمام العالم وشعوبهم، وتفلت من العقاب بجرائمها.

واستكمل: من أسباب رفض الدول العربية المشاركة فى القوة التى دعت إليها الولايات المتحدة الأمريكية هى المساعى الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية، وخوف الدول العربية أن تكون شريكا فى هذه الجريمة التى لن يغفرها التاريخ.

واختتم مؤكدا أن إسرائيل ترغب فى تقسيم قطاع غزة إلى أجزاء فى وجود القوات العربية لتوهم العالم أن تحركاتها بمباركة العرب لتضفى الشرعية على جرائمها، ولن يحدث ذلك.

 

الجريدة الرسمية