رئيس التحرير
عصام كامل

وليدرك الجميع.. أن الوطن ليس مزادا !


صحيح أن بعض الناس قد أصابهم الإحباط، لكثرة ما يرونه من فوضى ضربت كل شيء.. وانفلات في الأسعار طال كل السلع والخدمات.. وعدم استقرار في الأسواق، وتخبط بعض المسئولين وغياب الرؤية السياسية عنهم، وعدم تحركهم بجدية أو السير على خطى الرئيس.. وصحيح أن الناس لا تؤمن إلا بما يصل لحياتهم من إنجازات وأن شرعية الإنجاز لا تعلوها شرعية أخرى.. لكن الصحيح أيضًا أن الرئيس لا يجب أن نحمله تراكمات 50 سنة.. والصحيح كذلك أن الرئيس لا ينام إلا بقدر ما يقيم حياته ويجوب العالم شرقًا وغربًا بحثًا عن فرص أفضل وشراكات اقتصادية تصب في صالح الوطن والشعب.. لكن ذلك يقابله للأسف أداء متراخٍ لدى بعض الوزراء، وإجراءات حكومية لا تضع المسئولية السياسية في حسبانها اعتمادًا على شعبية الرئيس ورصيده لدى المواطنين، غير مدركين لخطورة المتصيدين الذين ينفخون النار في كل شاردة وواردة وسقطة يقع فيها مسئول هنا أو هناك، ناهيك عما تواجهه الدولة من أخطار واستهداف شبه يومي لرجال الجيش والشرطة وسقوط ضحايا وشهداء هنا وهناك.


الشعب المصري لا يزال خلف قيادته، مؤمنًا بأن الخطر لا يزال قائمًا، مدركًا عمق رسالة الرئيس التي استهدف بها كل من يسمح ولو تواطؤا بالصمت بأن يمس الوطن واستقراره، خصوصًا الإعلام والنخبة والنشطاء الذين يتعامل بعضهم مع قضايا الوطن ببلادة وسخف وتفاهة وابتزاز وأنانية، فتركوا الأولويات الواجبة كإصلاح التعليم والوعي والصحة وتفرغوا للنميمة وتسطيح العقول ونشر الوهم والفضائح وإثارة العواصف وتصيد السقطات والتشكيك في كل شيء وضرب الانتماء الوطني في مقتل.. وآن الأوان لأن يدرك الجميع أن الوطن ليس مزادًا يؤيده مادام ينال ما يتمنى منه ويعاديه إذا ما حرم مما يبتغيه.. وعلى كل معارض أن يتقي ربه في وطنه وألا يسير على نهج من تربوا في حظائر الخارج وباعوا أنفسهم نظير دولاراته.

على الجميع أن يتحمل نصيبه في العمل والإنتاج ومسئولية الدفاع عن الدولة وليس الرئيس..عن الاستقرار ضد الفوضى، عن الانضباط ضد الانفلات.. عن وحدة الصف ضد الفتنة ورياح التقسيم.

آن الأوان لتحصين الوطن ضد بعض أبنائه الذين باعوا أنفسهم للشيطان.. وشروها بثمن بخس وعلى البرلمان سرعة ضبط الأداء والخروج بتشريعات تحمي الاستقرار وتكرس للعدالة والانضباط والإنتاج والإصلاح والمساواة والمواطنة والدولة المدنية الحديثة.. وعلى الحكومة أن تجعل من الإنجاز وسيلة لإسكات ببغاوات الإعلام ونشطاء السبوبة ومتصيدي الأخطاء وترك منطق التبرير وليس في الإمكان أبدع مما كان.. فهذه دعاوى فات أوانها!!

Alyhashem51253@gmail.com

الجريدة الرسمية