عفوا أيها المتفلسفون.. كلنا جنود هذا الوطن
من خلال متابعتي لمقالات بعض من يتفلسفون حقدا في انتقاد الأوضاع المعاصرة ونظام الحكم في مصر.. لم أجد لكثير منهم أي تفسير موضوعي أو حتى مجرد تفكير في حل عملي مناسب لواقع المشكلات المصرية التي عانينا وما زلنا نعاني منها نتيجة لميراث عصور سابقة أمضت حياتها في كنف استعمار متعدد الجنسيات.. ولكنها أبت أن تظل على هذا الحال وقاومت وتحدت ونصرت وانتصرت لتنال حريتها بالنضال والدم.. فأزاحت الاستعمار بشكله التقليدي الكئيب.. ولم ينس هذا الاستعمار ما لاقاه وما عاناه، فأبى إلا أن يترك خلفه أذيال خائنة وعميلة لتثأر له وترد له اعتباره لما لاقاه من هزيمة وذل وخزي على أيدي هذا الشعب الأبي الذي لم يرض أن يعيش في نعيمهم المغموس بمرارة الذل والاستعباد..
وبعدما نال هذا الشعب حريته عانى الأمرين جراء الحصار محبوك الصنع بإشراف صهيوأمريكي بدأ بمخطط استعماري جديد من خلال إنشاء دولة إسرائيل على أرض فلسطين الحبيبة كشوكة في ظهر العرب لكسر أي بادرة أو مجرد تفكير في إنشاء اتحاد عربي يسعى لأن يكون قطبا مواجها للقطب الأمريكي الذي انفرد بحكم الكرة الأرضية بعدما استطاع تنفيذ مخططه التدميري من قبل في تفتيت الاتحاد السوفيتي، القطب الوحيد الذي كان يناطحة.. فقد اتبعوا نظرية: {الرجل المناسب في المكان الغير المناسب}...
وهي نفس النظرية التي اتبعوها وما زالو يتبعونها مع أوطاننا العربية.. ولكن بفضل الله وحفظه ما زالت مصرنا الحبيبة دوله قائمة رغم كل ما مر عليها من مؤمرات وفتن ومشكلات في كافة القطاعات تنهش في جسد الوطن كالسرطان وما زالت أعراضه ظاهرة في انتشار الفساد وانهيار التعليم وانهيار القطاع الصحي وسوء الخدمات وتدني مستوى معيشة المواطن المصري وكل المشكلات التي يتناسى المتفلسفون الحاقدون –عن عمد- مصدرها وأصلها ونسبوها لنظام جديد نشأ بإرادة الله ثم بفضل المؤسسة العسكرية، ذلك الكيان الوحيد الذي استطاع أن يظل متماسكا وظل الدرع الحامي للوطن رغم كل محاولات دول الاستعمار النيل منه وإضعافه.. ولكن هيهات فتلك سنة الله في خلقه..
لقد خلق الله بداخل كل مصري جينا فريدا مسئولا عن الوطنية وحب الوطن والاستعداد للموت والتضحية في أي لحظة دفاعا عنه.. هذا الجين الخفي يظهر وقت المحن والشدائد.. ولو تأملت سيكولوجية كل مصري ستجد بداخله روح عسكري ينصاع لنداء الواجب مستجيبا لأمر البناء ومنتظما في صفوف الدفاع عن وطنه إذا ما أحس بخطر يداهم بلاده.. وتلك هي نقطة الخفاء التي تفاجئ المتأمرين في أوج مؤامراتهم.. فعندما يظنون أن الوقت قد حان لتنفيذ ما يخططون في مصر.. يظهر هذا الجين الخفي بداخل كل مصري.. مبرزًا شخصية الجندي المصري الفريد الذي يتصدى لهم ويقف حائلا منيعا ضد تحقيق أحلامهم.. ولا عجب فقد أخبر عن ذلك رسولنا الكريم في وصفه لشعب مصر كله بأنهم خير أجناد الأرض.. إذا فجميع المصريين جنود وعسكريون.. فهل تريدون لغير جنود مصر أن يحكموا مصر..إذا فمن يحكم مصر؟
لقد استشعرت الدول العربية الشقيقة أهمية مصر الكبرى بالنسبة لهم في ظل رؤيتهم رأي العين تحقيق مخططات الاستعمار التي كانوا يقرأون عنها في كتب بروتوكولات الأعداء التي خططوا لها منذ سنين طوال.. وقد كانوا في وقت من الأوقات يظنونها دربا من دروب الخيال والمستحيلات.. ولما تيقن العرب لحقيقة الأمر وأدركوا أن لا بديلا سوى الحفاظ على مصر وكيانها قائما ومتماسكا.. هانت عليهم أموالهم وبترولهم وثرواتهم.. وكانت أقل شيء يقدموه لمصر دفاعا عنها ودعما لها.. ومجرد مساهمة بسيطة لمحاولة البقاء على قوتها وتماسكها.. وتيقنوا أن وجودهم وبقاءهم مرتبط ببقاء مصر وشعبها..
أيها المتفلسفون البائسون لقد ملأتم مقالاتكم حقدا وسخطا على جيش مصر ومن يدعمه ويناصره وسميتموهم تهكما واستهزاء: عبيد البيادة.. لا لشيء سوى لإظهار حقدكم وغلكم على تبدد أحلام لديكم في امتلاك عرش مصر.. وتناسيتم أن الحكم بيد الله يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء.. واسترشدتم بكلام حق أردتم به باطل.. أقول لكل هؤلاء اتقوا الله في وطنكم.. فليس لكم كرامة بدون هذا الوطن..
ويا شعب مصر الأبي.. جيشكم فخر لكم.. فهيا إلى العمل وحي على الفلاح والعرق.. ولنتخلص من آفة الكلام الضال والمضل.. ونتكاتف جميعا لنعمل بكل قوة وإصرار وعزيمة صادقة، رغم كل العوائق.. لنخلق واقعا جديدا نحلم به ونتمناه.. ولننحي كل خلافاتنا جانبا.. ولنصطف خلف قياداتنا واثقين بهم وداعمين لهم.. ولنتوحد من أجل البناء والتنمية، ولنتحدى تلك الظروف القاسية في الداخل والخارج.. فأعداؤنا لن ييئسوا ولن يكلوا أو يملوا.. ولكن بفضل الله وبقوة بأسكم على أعدائكم أقول بكل ثقة: تحيا مصر وستحيا بإذن الله رغم كيد الكائدين ومكر الماكرين.. حفظك الله يا بلادي وحفظ جميع بلاد المسلمين.. ووحد كلمتهم وأعلا شأنهم..