الأدباء وحرية الإبداع أزمة كل جيل.. وزير الثقافة: الحبس سبة على جبين الدولة.. جابر عصفور: القضاة يحكمون بأهوائهم.. ومرافعة النيابة في قضية أحمد ناجي خطاب سلفي يقترب من «الفكر الداعشي»
عقد المجلس الأعلى للثقافة، مساء أمس الخميس، مؤتمرًا ثقافيًا تحت عنوان «الحماية القانونية لحرية المبدعين»، بحضور الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، والدكتورة أمل الصبان الأمين العام للمجلس، ومحمد نور فرحات، وأحمد عبد المعطي حجازي، الدكتور جابر عصفور، ويوسف العقيد، وجابر جاد نصار، وعصام الإسلامبولي، ومحمد فايق، وحازم عتلم، وسعيد سالم جويلي، ومحمد جمال عيسى، وحمدي الأسيوطي، ونجاد البرعي، وعبد الله الخليل.
وانقسم المؤتمر إلى مجموعة من الجلسات الفرعية التي تهدف إلى إمكان الخروج بتوصيات يمكن رفعها للدولة، للعمل على زيادة حرية الإبداع وإيقاف حبس وكبت حرية المبدعين.
تقييد الحريات
وقال وزير الثقافة، في بداية كلمته إن مصر تمر بأزمة حقيقية خلال فترة زمنية قصيرة لا تتعدى الشهرين، حيث تم حبس ثلاثة من المبدعين، مشيرًا إلى أن ما يحدث على طاولة المحاكم من قضايا ضد المثقفين يعد إصرارًا من البعض على تقييد الحرية.
وأضاف النمنم أن حبس المثقفين شيء معيب في حقنا كمصريين، لأن الحرية كانت أول مطالب الثورة، مؤكدًا أنه ضد الحبس في النشر والإبداع، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي لانعقاد هذه الندوة، هو إمكان الخروج بتوصيات يمكن رفعها للدولة، لأنه من المعيب في حق الدولة أن يكون هناك مادة في القانون تسمي «ازدراء الأديان».
قمع الحريات
فيما قال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، إن الدولة أثبتت هذا العام أنها لا تعترف بحرية المبدع، مشيرًا إلى أن أربعينيات وثلاثينيات القرن الماضي لم ترَ قمعًا لحرية الإبداع، وكان يواجَه الفكر بالفكر، فحينما صدر كتاب «لماذا أنا ملحد»، تم الرد عليه بكتاب «لماذا أنا مؤمن».
وأكد "عصفور" أن قضية الكاتب أحمد ناجي اختار فيها القاضي ثلاثة من المثقفين لتقييم العمل الأدبي، إلا أن مرافعة النيابة كانت غريبة جدًا، قائلًا: "لم أسمع مرافعة مثل هذه من قبل، فهي خطاب سلفي يقترب من داعش"، مضيفًا أن القضاة في مصر يحكمون بعقيدتهم وأهوائهم، على حد قوله.
أما الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، فقال: "لابد أن نعترف أننا لم نتمتع بحرية التعبير والتفكير أبدًا ولو ليوم واحد"، مضيفًا أن القرآن نصَّ على الحرية في العقيدة، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ولكن لا أحد يقدم الحرية على طبق من فضة.
الوعي المجتمعي
وأكد الدكتور جابر جاد نصار، رئيس جامعة القاهرة، خلال كلمته، أن الإحساس بالأزمة أمر عظيم؛ لأنه يدفعنا إلى التفكير فنحن أمام مجتمع فشل في الحفاظ على الحرية؛ لأن هناك من باعها وتاجر بها.
وطالب "نصار" الدولة بالحفاظ على الحرية والمثقفين وليس سجنهم، موضحًا أن حرية الإبداع مكفولة، ويجب ألا تُوقع أي عقوبة سالبة للحرية وفقًا لنص الدستور، مشيرًا إلى أن المشكلة ليست في النصوص، وإنما في الوعي المجتمعي الذي يحتضن النصوص، فنحن نعيش أزمة طاحنة كمجتمع ودولة بسبب المنتجات المتطرفة.
وقف التعذيب
فيما طالب المحامي أمير سالم بتشكيل وفد من اﻷدباء لزيارة المثقفين في السجون، مع إصدار بيان أكثر حدة لوقف التعذيب، على أن يُعلق المجلس القومي للحقوق الإنسان أعماله حتى يتم الإفراج عن المعتقلين.