رئيس التحرير
عصام كامل

قنديل أم هاشم


هل أصبح الأعلام المصرى هو منارة لحلقات الردح والشتائم والبذائات بين الشخصيات العامة؟ هل أصبحنا أسرى لإراء الإعلاميين ووجهات نظرهم؟ ما نشاهده من مبارات كلامية ومشادات بين الضيوف لانخرج منها بشىء غير ضياع الوقت هباء، فهناك مواضوعات تافهة يجب أن لا تأخذ من وقت المشاهد الكثير ويجب أن تكون مجرد خبر لا سهرة لحرق الدم كما نشاهد فيها تفاهات.


فأنا لست مع توفيق عكاشة فيما فعله بباستقباله السفير الإسرائيلى بحجة أنه سيحل مشكلة سد النهضة، ومبررًا ذلك بأن هناك تطبيع مع إسرائيل، فلا مانع بأن يطبع هو أيضا علاقاته مع السفارة الإسرائلية، ومطالبا البرلمان المصرى بالطبيع،فهذا شىء يثير إشمئزاز المصريين ويشينه هو كأعلامى أولا ولكن كان يجب أن يتخذ البرلمان معه موقف بشطب اسمه أو طرده أو محاكمته ولكن أن يتطاول أحد بالحذاء عليه فهذا إنفعال كان لايجب فعله تحت قبه البرلمان.

فما يحدث تحت هذه القبة ومانشاهدة نحن يثير لدينا كل الشكوك بأن هذا البرلمان لم ولن يستطيع تلبية مايأمل فيه المصريون من إصلاح سياسي وإجتماعى..

فمازلنا في زمن العشوائية في كل شىء، فكل إعلامي أو نائب في البرلمان يعتقد أن له الحق في فعل أي شىء يحلو له، وبدون أطر تحدد سلوكه، فكل شىء مباح معتقدًا أنه يحتمى بظهيره من مناصريه فالأضواء تعمى البصر والقلوب عن الحقائق.

توفيق عكاشه كشخصية دخلت البرلمان كان لديه طموح بأن يكون رئيس البرلمان وأخذه الطموح الجارف، فدائما يحاول لفت النظر إليه بأفعال غريبة وسلوكيات عجيبه كل الغرض منها هو أن يظل تحت دائرة الضوء في البرلمان ويصبح حديث الناس،ولسان البعض سيقول أنه لايحتاج إلى الشهرة ولا إلى ذلك ولكن عندما يجتمع أصحاب الشهرة والصيت في مكان واحد سيكونون كقفص حديدى يحتبس فيه أكثر من عشرة أسود مع بعضهم، فتخيل معى حال من هو خارج القفص من خوف ورعب من كسر القفص الحديدى وهو يرى بعين رأسه الصراع الدامى بين هولاء الأسود لكى يبقى أسد واحد فقط، وهذا هو حال بعض رجال البرلمان وهم كنقطة الحبر السوداء في اللبن الحليب فلا يمكن شرب هذا اللبن أو حتى تقبل رائحته.

فما يحدث في مصر يذكرنى بفيلم قنديل أم هاشم للرائع شكرى سرحان، فبرغم العمى الذي أصاب ابنة عمه، نتيجة الجهل ورغم ما عرض نفسه هو للخطر عندما أشار على الجهل فكسر القنديل المملوء بالزيت، فإنه بعدما اهتدى إلى نفسه وعرف أنه في مصر وليس في ألمانيا فكان عليه أن يمسك بالعصا من النصف فطبق العلم الذي أعاد البصر إلى ابنة عمه، ولكنه أظهر أنه يتبارك بالزيت الذي بالقنديل، فمسح به وجه بنت عمه بعدما نجحت عمليته وأعاد إليها بصرها.

وإلى هنا انتهى الكلام ولكم أن تتخيلوا وتربطوا وتفسروا، فلا أحب أن أكون إعلاميًا يفرض عليكم ما يراه فربما أكون مخطئًاء، ويا ليتنى كنت مخطئًا بل أتمنى أن أكون كذلك..
الجريدة الرسمية