اتقوا الله في جهاز الشرطة
معادلة صعبة مطلوب فيها حفظ القوة وتلافى الضعف ومراعاة الحكمة في التعامل مع المواطنين، خاصة أن المحيط العام فيه تحديات كثيرة، يطلب فيها المواطن الأمان وضبط المجرمين، وعلى المقابل للأسف يتهمها البعض بالتجاوزات، حيث يعمم عليها البعض أفعالا فردية لا تمثل أي نسبة على الوزارة ككل وهذا طبعًا ليس عدلا.
نشأنا في نفس البلد وتعلمنا نفس الثقافة وكبرنا وكبرت معنا اختلافاتنا في ثقافاتنا المتعددة كل منا يريد المثالية في كل شيء مع أن المثالية هي المستحيل بالطبع ولم يكن أبدًا الإنسان يوما ما من الملائكة.
نتعامل مع مجتمع مختلف في كل شيء، نشأة وعلم وتربية وعمل، ولهذا لا يمكن أن نقول إن هناك معايير محددة تحكم الناس في التعاملات وهذا أيضًا حتى في الأسرة الواحدة نراه جليًا، ولا يمكن أن نحكم على أسرة كبيرة بأفعال واحد منها.
الثوب الأبيض دائمًا إن وجدنا فيه بقعة واحدة نترك كل الثوب وننظر إلى البقعة، ومن الأمانة أن ننظر إلى الكل لا إلى الجزء، وإننا حين نريد لبلدنا أن ينعم بالأمن والأمان علينا أن نعين جهاز الشرطة على إتمام أعماله لا أن نقف له بالمرصاد ويركز بعض الإعلاميين على قضايا فردية يشوهون بها صورة الجهاز الأمني، إننا في أوج الحاجة للوقوف بجانب الأمن فبدون الأمن لا استثمار ولن توجد حياة.
الأمن خدمة غالية افتداها رجال مصر المخلصون ممن عاهدوا الله على الإخلاص للوطن، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وهم يريدون توفير الأمن والأمان لمصر، ولو كان ذلك على حساب أرواحهم التي لم تتراجع يوما عن أداء الواجب.
إننا أمام تحد كبير في إعاده صياغة الأمن داخل البلاد يبنى على احترام متبادل، نعين فيه القائمون على العمل، ونقوم فيه الفرد المعوج لإعلاء دولة القانون، فالكل أمام القانون سواسية..
لا يشعر المواطن العادى بما يقوم به رجال الشرطة إلا إذا كان هناك فرد من العائلة ينتمى إليها، عندها يعرفون عن قرب مدى ما يتحمله من ضغوط نفسية وعصبية وجسمانية، أما باقى المواطنين فلا يشعرون بهم.
أعان الله رجال الشرطة الأوفياء المخلصين بحق لمصرنا الغالية فيما يواجهون من مصاعب، ومن العدل أن ندرك حجم المخاطر والضغوط التي يعملون فيها لضمان أمن مصر والمصريين، وفقنا جميعًا الله للحفاظ على بلدنا.