رئيس التحرير
عصام كامل

الحل السحري لكل أزماتنا!


تطبيق القانون على الجميع بلا استثناء وشفافية مطلقة هو الحل السحري لكل أزماتنا.. فالبطء في اتخاذ قرار مناسب فساد.. وتعطيل القانون فساد.. واستثناء البعض منه فساد.. وغض الطرف عن فساد البعض فساد أعظم.. وعلى الحكومة تقع مسئولية ترتيب البيت من الداخل ورسم الطريق الذي يسير عليه المواطن وإلزامه بحدود القانون فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.


وإذا كان وزير الداخلية قد اعترف بعد حادثة الدرب الأحمر بوجود أخطاء فردية من بعض أفراد الشرطة بل اعتذر للشعب كله عن أي أخطاء أخرى سابقة هي الأولى من نوعها.. فإن الاعتراف جاء متأخرًا ولم يغير شيئًا من تصورات الناس عن مثل هذه الخروقات الفردية التي هزت ضمائر المجتمع.. وقد وعد الوزير باتخاذ إصلاحات من شأنها تحقيق الانضباط وضبط الأداء داخل وزارته؛ تنفيذًا لما طلبه الرئيس بضرورة تحقيق التوازن بين الأمن والحرية وإعداد تشريعات جديدة تم عرضها بالفعل على مجلس الوزراء لمواجهة المتجاوزين القانون من أفراد منوط بهم إنفاذ هذا القانون خدمةً للشعب وحماية له.

لقد طفح الكيل من ممارسات بعض البلطجية والخارجين على القانون ومثيري الفتن ومشعلي الحرائق في ثوب الوطن من بعض النخبة الفاشلة والإعلاميين وقبلهم الجماعة الإرهابية وذيولها وأذنابها ممن لا يقدرون الوطن حق قدره.. وينسى الجميع أن الوطن في لحظة فارقة تحتاج أن تتجمع الأمة حول أهدافها حتى تنجو من مصير الفوضى الذي كان من نصيب دول حولنا دفعت ولا تزال ثمنًا فادحًا لفرقة أبنائها وانقسامهم وتناحرهم؛ كلٌ وراء مصالحه وأهدافه الخاصة.

وإذا كان هناك إجماع وطني على أن ما نشهده في مصر على أيدي كارهيها والمتربصين بها من أحداث مدبرة جرى نسجها بليل.. فهل من قبيل المصادفة أن تقع حادثة الشاب الإيطالي ريجيني في وقت تتعاظم فيه الشراكة مع إيطاليا في مجالات عديدة.. أليس النفخ في مثل هذا الحادث إضرارًا بسمعة مصر واقتصادها وعلاقاتها الدولية التي عادت بقوة بعد 30 يونيو.. ولماذا حاول بعض السياسيين والنشطاء ركوب موجة الأطباء في أزمتهم مع أمناء الشرطة.. بدلًا من تهدئتها وإيجاد حلول ترضي جميع الأطراف، وتحقق العدالة والقانون.

وإذا كان ثمة اعتراف بأننا إزاء أزمات مستحكمة وانفلات على كل شكل ولون وفتن طائفية لا تتوقف بل تعدتها إلى الإيقاع بين النقابات والدولة وتشجيع الروابط والائتلافات غير القانونية لإحداث فوضى وانقسام في البلاد وهو هدف إستراتيجي يسعى إليه كارهو مصر.

ثمة خطاب إعلامي أغفل الأولويات وانغمس في سفاسف الأمور ففقد مصداقيته وطريقه إلى عقول الناس ووجدانهم، بل إن بعضه لا يجيد التعامل الموضوعي مع الأزمات مثلما جرى في حادثة الدرب الأحمر التي تفرغت لها الفضائيات بدرجة مثيرة حتى أن أحد البرامج استمرت تغطيته الواقعة حتى الساعات الأولى من الصباح.. ولا ندري ما الفائدة التي يجنيها المشاهد من مثل تلك التغطية..

والأهم ما الفائدة التي تعود على الوطن من التوسع في تلك السجالات.. أليس ذلك وسيلة لتأجيج الصراعات وتهييج المشاعر.. الأدهى أن يدعو مقدم هذا البرنامج بعض أمناء الشرطة للحديث عن أخطائها رغم علمه بعدم قانونية مثل هذا السلوك الذي يتطلب موافقة جهة عملهم.. وحسنًا ما فعلته "الداخلية" حين أعلنت اعتزامها تطبيق قانون التظاهر على أمناء الشرطة بالشرقية إذا حاولوا الاعتصام.. يا سادة.. تطبيق القانون على الجميع هو كلمة السر وحل أزماتنا.
alyhshem51253@gmail.com
الجريدة الرسمية