«الأوتو إميون» الحكومي
"الأوتو إميون ديزيزز" أو أمراض المناعة الذاتية التي تصيب جسد الإنسان فتتسبب بموته بشكل بطيء، يفشل معها الجهاز المناعي للإنسان التَّعرف على بعض الأعضاء والأجزاء الدَّاخلية الخاصة به، فلا يتمكن من معرفة البصمة الوراثيَّة الخاصة بخلايا الجسم ويتعامل معها وكأنَّها غريبة عنه، يبدأ بمهاجمتها باستخدام خلايا المناعة والأجسام المناعية، وهكذا يقضي على نفسه بنفسه، ظنًا منه بأنَّه يدافع عنها.
وهذا حال مصر اليوم، قد أصابها "أوتو إميون" حكومي، فصارت تحارب بعضها، تدمر ذاتها، وتقضي على نفسها بنفسها.
الرئيس السيسي يتحدث عن أمور مهمة، كالقبول والتكامل والتنسيق والبلد في عالم آخر، تسير عكس الاتجاه.. الرئيس السيسي يتكلم عن الاستثمار وتنمية الاقتصاد المصري، في الوقت الذي تعطل فيه المؤسسات الحكومية الحياة الاقتصادية.
الرئيس السيسي في كل خطاب، يخبرنا عن الحرية، ونحن لا نزال نقمع الفكر، يتحدث عن تجديد الخطاب الديني ونحن لا نزال كما نحن.
كيف نقبل أن نقول إننا نسعى إلى إيجاد دولة صناعيَّة مُنتجة تحقق صادرات وفيرة، لديها علاقات تجارية عظيمة مع مختلف البلدان وفي ذات الوقت نُغلق المصانع؟ ألا ترون أنَّ آلاف المصانع تغلق!
نقول إننا نسعى لجلب الاستثمار إلى مصر، وفي ذات الوقت نُعوق كل رؤية للاستثمار في هذا البلد.. إن كنا نسعى بالفعل إلى زيادة الصادرات وتقليل الواردات، فكيف نحارب الصُنَّاع والمصانع ونعرقل العملية الإنتاجية.
فقدنا الرغبة في إيجاد حلول لمشكلات كثيرة تعاني منها الكثير من المصانع، لا نهتم لا نسأل ولا نرغب بسماع شكاواها... قوانين خاطئة، نظم هشة، موظفون فاسدون مرتشون، لا رؤية لهم، ينفذون القوانين دون إدراك أو فهم.
آن الأوان، كي تقرع أجراس الصحوة، حان وقت الوقوف معًا ضد هذا المرض الخطير، قبل أن تُسلب منا حياتنا وتنهار أساسات بلدنا، بسبب هذا "الأتو إميون" الحكومي الذي صار مرضًا مزمنًا ومنهكًا ومهددًا للحياة.
