طبعًا سيرفضون مبادرة عمرو موسى
سواءً كانت هذه المبادرة صادرة من جبهة
الإنقاذ الوطني أو من السيد عمرو موسى، فالأمر سيان. فسوف يرفضها الإخوان
والسلفيون. والسبب أن هذه المبادرة تطلب من الإخوان والسلفيين المشاركة الحقيقية
بين جميع القوى السياسية لصياغة دستور جديد، بعيداً عن دستور الدولة الدينية الذي
مرروه. وتطلب منهم أن تكون هناك حكومة إنقاذ وطني من كل التيارات تحت رئاسة الرئيس
مرسي.
والاقتراح الثالث هو تأجيل انتخابات مجلس الشعب 6 أشهر.
أي تطلب من الذين يملكون الآن الحكم، ومهدوا
الأرض للدولة الدينية الطائفية العنصرية، أن يقبلوا المشاركة الحقيقية في السلطة
وفي المستقبل.
وهم في الحقيقة كما يعرف السيد عمرو موسى وباقي القوى المعارضة لم
يفعلوه طوال الوقت. فقد غيروا موقفهم واستولوا على البرلمان.
غيروا موقفهم واستولوا على الرئاسة، وكانوا يفعلون ذلك رغم وجود المجلس العسكري الذي كان يدير البلاد، أي كانت هناك قوة أخرى، فهل يفعلون ذلك وهم قد أزاحوا المجلس العسكري وانفردوا تماماً بحكم البلد؟
أؤكد طبعاً، أنهم لن يفعلوا. بل إنهم لم
يفعلوها في الأعضاء الذين عينوهم في مجلس الشورى، فنسبة لا يستهان بها كانت من
الإخوان والسلفيين، ونسبة كبيرة من أحبائهم.
ولو كان لديهم رغبة أو نية في التوافق لكانت هذه الاختيارات كلها من خارج الإخوان وحلفائهم، وبالطبع من خارج اللجنة التأسيسيسة لصياغة الدستور.
لذلك فمبادرة عمرو موسى، لن تسبب سوى حرج للإخوان وحلفائهم، وهم في الحقيقة وكما هو واضح لا يهتمون حتى بأن يكون شكلهم جيداً، فليست لديهم مشكلة في الكذب، ولا مشكلة في أن يفعلوا الشيء وعكسه.
على القوى المعارضة وعلى قطاعات الشعب التي ترفضهم أن تستعد لمعركة طويلة وشرسة، فالإخوان وحلفاؤهم وأحباؤهم، سيكملون الشوط حتى آخره، ولن يتراجعوا عن مشروع الدولة الدينية أبداً، وسوف يستخدمون كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة.
السؤال لماذا رافضي الإخوان وحلفائهم وأحبائهم .. هذا ما يجب أن يشغلنا دون سواه.