رئيس التحرير
عصام كامل

احترس.. 7 جينات وراثية تصيبك بـ «الجذام»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ربما تأتينا أمراض أو نصاب بها رغما عنا، فقط لأنها وراثية، فالأمراض الوراثية عبارة عن حالة مرضية ناتجة عن خلل أو اضطراب في جين واحد أو أكثر ويمكن لبعض هذه الأمراض الانتقال من جيل إلى آخر ولكن غالبيتها تصيب الفرد أثناء الحياة الجنينية، وأهم مسببات الأمراض الوراثية أنها ناتجة عن اضطرابات في أعداد الكروموسومات أو ناتجة عن حدوث طفرات جينية ما يؤدى إلى إعطاب الجين وعدم تأديته لوظيفته بالشكل المطلوب، أو أمراض ناتجة عن توريث جينات معطوبة من الأبوين إلى الأبناء.


من بين تلك الأمراض التي تعد من الوراثيات، مرض الجذام وهو عبارة عن مرض تسببه بكتيريا المتفطرة الجذامية وهى عبارة عن بكتيريا لا تحتوى على جدار خلوي، ولا تنمو هذه البكتيريا في الوسائط الصناعية أو الأنسجة ولكنها تنمو في الحيوانات المخبرية في الأرجل الزائدة للفئران والارماديلا، وتستغرق مدة نموها في الحيوانات 12: 14 يوما، وحول كونه مرضا وراثيا كشفت دراسة صينية عن سبب إصابة البعض بمرض الجذام فيما لا يصاب آخرون حيث وجدت الدراسة أن هناك تحورات في سبعة جينات تزيد فيما يبدو من قابلية شخص للإصابة بالجذام وهو ما يختلف بشكل كبير عما كان الخبراء يعتقدون منذ فترة طويلة أن المرض ليس فطريا أو وراثيا‏.

وفى تلك الدراسة قال تشانج فورين، الباحث في المعهد الإقليمى لعلوم الأمراض الجلدية والتناسلية في شمال شرق الصين‏، طوال هذا الوقت كان الناس يعتقدون أن العدوى هي السبب ولكن الدراسة وجدت أنه يتأثر بالجينات‏‏، موضحا أنه إذا كان أحد الوالدين مصابا بالمرض فمن المرجح جدا أن يصاب الابن به، وأيضا إذا كان أحد الزوجين مصابا بالمرض يظل الآخر غير مصاب لعقود وهو ما يشكك في فرضية العدوى، مشيرا في الدراسة إلى أن هناك سببًا داخليًا وأن هناك سبعة جينات ربما يكون لها صلة كبيرة بجينات ورثت قابلية الإصابة وحلل الخبراء جينات ‏706‏ من مرضى الجذام و‏1225‏ آخرين من غير المصابين وظهرت النسخ المتحورة للجينات السبعة بشكل متسق بين هؤلاء المصابين‏.‏

من جانبه أكد الدكتور سليم فخري، مسئول مكافحة الجذام بالأقصر لـ"فيتو"، أن هناك دراسات كثيرة أكدت أن المرض وراثى كما أن هناك دراسات أيضا نفت كونه معديًا وينتقل للأشخاص، موضحا أن الأعداد في مصر ربما لا تكون كثيرة أو ضخمة وأنه يرى أن متوسط الإصابة في الشهر من حالتين إلى 3 حالات، وفى بعض الأحيان تنعدم الإصابة في كثير من المحافظات في مصر.
وأضاف أن العلاج الشائع للجذام هو المضادات الحيوية، ولكن تعتمد مدة الجرعة وطرق تناولها على تصنيف الحالة المُصاب بها المريض، وفى الحالات العامة فإنه يتم وصف المضادات الحيوية "دابسون وريفامبيسين"، بينما يتم معالجة جُذام العُصيات عن طريق إضافة المضاد الحيوى "كلوفازيمين" إلى ما سبق.

وأشار إلى أنه عادة ما تتراوح مدة تناول الجرعة ما بين 6 – 12 شهرًا، وتختلف المدة كما يقوم الطبيب بوصف العلاج بناءً على التشخيص الصحيح للمرض ونوعه، مضيفا أنه للمضادات الحيوية تأثير قوى على الجذام قليل العصيات، بل وتعمل على إزالة الأعراض الجانبية له أو معظمها، أما الجُذام متعدد العصيات فمن الأرجح ألا تعمل المضادات الحيوية على مقاومته أو القضاء عليه والعلاج منه، ولكن لا زالت البحوث جارية للكشف عن المضادات الحيوية المناسبة لمقاومة المرض، وأيضا يمكن اللجوء للعمليات الجراحية مع المضادات الحيوية، في حالة تطور الحالة ووصولها لمراحل متقدمة، وغالبًا ما يكون الهدف من الجراحة التحسينات التجميلية، إضافة إلى استعادة وظيفة الأطراف العصيبية التي فُقدت بسبب المرض إن أمكن.

الوقاية من المرض تكون بعدة خطوات أهمها منع الاتصال مع المرضى وتجنب الرزاز الخارج من الفم والأنف، علاج المرضى بالمضادات الحيوية لمنع انتشار المرض عن طريق العدوى، ويعتبر أفراد أسرة المريض الذي تتم معالجته، عرضة ثمانية أضعاف للإصابة بالمرض، حيث أكد باحثون على تعرض أفراد أسرة المريض للإصابة بالمرض بسبب وجود الرزاز المعدي، وتشير الأبحاث إلى تعرض كثير من الناس للإصابة بالجذام، حيث سجلت الولايات المتحدة ما يتراوح بين 200: 300 حالة سنويًا معظمهم قادمون من الخارج خاصة المناطق الاستوائية أو شبه الاستوائية مثل "البرازيل والهند وإندونيسيا"، وتفيد منظمة الصحة العالمية بأنه يتم تسجيل ما يتراوح بين 5 إلى 7 ملايين حالة سنويًا مع علاج نحو 14 مليون حالة منذ عام 1984، ولا يوجد لقاح محدد للوقاية من مرض الجذام، إضافة إلى انتقال المرض من الحيوان إلى الإنسان نادرًا، ولكنه من الأفضل تجنب تلك الحيوانات.

أما بالنسبة لانتشار المرض في العالم فيعد المرض غير موجود في شمال أفريقيا وأمريكا وأوروبا ويصيب المرض 10 ملايين شخص في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، كذلك فإن المهاجرين من دول آسيا وأفريقيا المصابين أصلا بهذا المرض زاد من نسبة انتشار هذا المرض في هذه الدول، وأما طرق انتقال العدوى فهى غير معروفة بالتحديد لكن ينتقل المرض عن طريق انتشار الرزاز أو العطاس من إفرازات الأنف المخاطية في الأشخاص الذين يعانون من جذام ورمي، ومن الطرق المحتملة دخول المسبب عن طريق الجروح الصغيرة الموجودة في الجلد أو عن طريق الأوشمة ومن الطرق الأخرى لانتشاره عن طريق لسعة بعض الحشرات.

الجذام مرض ليس شديد العدوى، فهو ينتقل عبر رزاز الأنف والفم، أثناء المخالطات الحميمة والمتواترة مع حالات لم تُعالج ويمكن أن يسبب الجذام، إن لم يُعالج، تلفا تدريجيا ودائما لجلد المصاب به وأعصابه وأطرافه وعينيه، في عام 1981، أوصى فريق دراسة تابع لمنظمة الصحة العالمية (المنظمة) باستخدام علاج متعددة الأدوية يتألف من ثلاثة أدوية هي: الدابسون والريفامبسين والكلوفازيمين. وتمكن هذه التوليفة الدوائية من القضاء على العامل الممرض وتكفل شفاء المريض، وتوفر المنظمة العلاج منذ عام 1995 مجانا لجميع المرضى في كل أنحاء العالم، وحققت ذلك في بادئ الأمر بفضل صندوق الأدوية بالمؤسسة اليابانية، وهى توفرها منذ عام 2000 عن طريق التبرعات التي تقدمها إحدى الشركات.

وتعتبر مصر ضمن دول إقليم شرق المتوسط التي ينخفض فيها مرض الجذام نتيجة تطبيق الإستراتيجيات الفعالة، ففى عام 2009 تم اكتشاف 700 حالة جديدة، بينما تبلغ الحالات المسجلة للعلاج 912 حالة في العام نفسه، ويتراوح معدل الشفاء بين 82 و84%. وتصل نسبة الإعاقة الحديثة في مصر إلى 6% بسبب الجذام. ونسبة الأطفال المصابين به تحت سن 14 سنة إلى 6.9%، أما النساء فتصل نسبة الحالات الجديدة إلى 38%. ويبلغ معدل انتشار الجذام في السكان في مصر خلال 2009 إلى 1.6 لكل 100 ألف مواطن وهي نفس النسبة تقريبا التي تم تسجيلها العام الماضي..
الجريدة الرسمية