رئيس التحرير
عصام كامل

وزير بلا رؤية (1)


وإذا كنا عجزنا عن إصلاح مرفق السكة الحديد الحيوي، فكيف يخرج علينا وزير النقل مبشرًا بالقطار فائق السرعة.. وكيف يستقيم ذلك مع واقع مأساوي ومزلقانات صائدة للأرواح صارت مقابر للعابرين عليها.. كيف نفكر في تسيير قطار طائر كهذا، بينما المرفق القديم فيه 4500 مزلقان غير شرعي، نشأت بضغوط الأهالي، في غيبة من الرقابة والمحليات.. ما يجعلنا نسأل رئيس الوزراء: هل لدى وزارتكم رؤية واضحة لعلاج أزمة السكة الحديد تطويرًا وتحديثًا وسدادًا للديون وتدريبًا للبشر وإنقاذا للأرواح؟.. وإذا لم تكن لديها مثل هذه الرؤية، فلماذا لا تستعين بدراسة أعدها الدكتور إبراهيم الدميري مثلًا، إبان توليه وزارة النقل عام 2002، أو بدراسات غيره من الخبراء، وهم كثر؟!


يا سادة مطلوب برنامج متكامل لإصلاح منظومة النقل، يراعي المواصفات العالمية، ولا يتجاوز قدرات محدودي الدخل، ولا يزيد العبء على ميزانية الدولة المرهقة.. مطلوب تحديث النقل النهري الأرخص والأسهل في نقل البضائع والبشر أيضًا.. مطلوب منظومة متكاملة لتطوير المواني والمرافق وليس اختصارها في صفقة جرارات أو عربات دون تطوير الطرق والأرصفة والمزلقانات والإشارات وشبكات الاتصال، والأهم تدريب البشر الذين هم حجر الزاوية في نجاح أي إصلاح ورعايتهم اقتصاديًا وصحيًا واجتماعيًا.. مطلوب برنامج تأهيل يستعين بتكنولوجيا العصر لتمكين السائقين ومساعديهم وعمال التحويلة والإشارة والمزلقانات من التعامل مع أحدث التكنولوجيا وتهيئتهم لإنجاح المنظومة المنشودة.

ونكمل غدًا..

Alyhashem51253@gmail.com

الجريدة الرسمية