رئيس التحرير
عصام كامل

مؤامرات الوجوه الكالحة


ما زال الحاقدون يتآمرون على هدم أعمدة الدولة المصرية بتسليط المناظير المكبرة لتعظيم حالات فردية من تجاوزات أفراد وضباط الشرطة وينادون بهدم تلك الأعمدة.. ففى حلقة أمس في برنامج "العاشرة مساء" ظهر شخص يدعي أن الدولة لم تسقط عندما انهارت الشرطة إبان ثورة يناير ويدعي أن هناك دولًا دون شرطة معطيًا العراق مثلًا، إنه شىء سخيف أن أقوم بالرد على أمثال هؤلاء ولكنه الشر الواجب فعله فهل عند سقوط الشرطة كانت الناس تعيش في أمان؟


وهل بعد ثورة يناير وما يحدث من عمليات إرهابية بعدها استهدفت رجال الجيش والشرطة وما تركته من آثار في نفوسهم؟ هل عادت الأمور لما قبل ثورة يناير؟ بالطبع هناك مؤمرات من بعض أصحاب الوجوه الكالحة التي لا مبدأ لها ولا دين تسعى وراء مصالحها ولمن يدفع لها أكثر وهى تعي جيدًا أن ما يصنعونه هو لهدم الدولة المصرية ويسعون لإثارة الفتن والوقيعة بين الشعب والشرطة والشعب والجيش والشعب والقضاء وإثارة الفوضى بين الناس وزرع عدم الثقة في نفوسهم.

والسؤال هل هناك مؤسسة في الدولة تعمل بكفاءة كما تعمل مؤسسة الشرطة والجيش حتى لو كانت هناك تجاوزات من بعض أفرادها ؟ بالطبع لا توجد فمؤسسات الدولة بها ما بها ولكن هدمها لا يؤثر فى سقوط الدولة كهدم مؤسسة الشرطة.

ونسمع من ينادى بأنهم يحاربون القمع والتعذيب من قبل وزارة الداخلية المصرية فهل رأى معظم الناس المحترمة في معظم البيوت المصرية قمعا وتعذيبا حتى إبان حكم مبارك؟ فأنا لا أنكر أن هناك تعذيبا وتعديات وأقوالا تؤخذ بالقوة وسوء حالة السجون والحجز في أقسام الشرطة فهم ليسوا ملائكة ولكنها كمؤسسة مثل أي مؤسسة في الدولة تحتاج تطويرا وما يحدث من تجاوزات لا تمثل شيئًا مما تقدمه الشرطة من تضحيات وأعمال بطولية لولا هذه البطولات لعشنا في رعب وعدم أمان في عقر ديارنا.

ولكنهم أصحاب الوجوه الكالحة الذين يحاولون أن يصدروا للناس البقع السوداء في الثوب الناصع البياض.

فلينظر كل وجه كالح في لحظة صدق أشك أنه يمكن أن يحياها لو لثوانٍ معدودة ولكنه لو فرض المستحيل وعاشت هذه الوجوه الكالحة لحظة صدق مع أنفسهم لرأوا أنهم الفاسدون وأن رائحة فسادهم الكريهة هي سبب كل ما نعانيه في هذا البلد.. فكيف لشخص يعمل في وزارة الداخلية ويحمل سلاحًا حيًا أن يتظاهر ضد مؤسسته العسكرية؟ فلابد أن يتحاكموا محاكمات عسكرية أو يعملوا في أعمال مدنية لا تحتاج أن يحملوا سلاحًا حيًا..
فسوف نعيش في تلك الفوضى حتى ييأس أصحاب الوجوه الكالحة كما يحدث في كل الثورات في العالم..
فمصر لن تركع ولن تهدم فقرأوا التاريخ إن كنتم لا تعلمون... فلنــا الله.
الجريدة الرسمية