رئيس التحرير
عصام كامل

مؤتمر شرم الشيخ.. فاكرينه؟!


جذب الاستثمارات لمصر لن يتحقق في مؤتمر شرم الشيخ.. الشركات العربية والأجنبية تحتاج مناخًا صحيًا تتوافر فيه مقومات جذب حقيقية ودائمة، تتحول إلى عقيدة لدى الشعب والدولة بكل مؤسساتها.


ولو كان جلب المشروعات بالمؤتمرات، فمصر في مقدمة دول العالم التي عقد فيها مؤتمرات وندوات عن تنشيط الاستثمارات طوال العقود الأخيرة، والحصيلة "صفر كبير".. وهناك دول أفريقية محدودة الإمكانيات وعديمة المؤتمرات، حققت معدلات أفضل من مصر في جذب الاستثمارات.

وكالعادة.. مؤسسات الدولة العميقة تفرض كلمتها وتخرج الحكومة علينا بترقيع لقانون الاستثمار مع وجود ترسانة من القوانين والإجراءات الأخرى الطاردة للاستثمارات.. وكنا ننتظر ثورة حقيقية تنسف الوضع القائم وتضع تشريعات جديدة تمامًا.. سلسة.. بسيطة وهو ما فعلته الدول التي حققت طفرات اقتصادية في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وحتى في بعض الأقطار العربية.

مؤتمر شرم الشيخ "بكل أسف" سيكون ضجيجًا بلا طحن.. الفضائيات والصحف ستزف على الشعب أن مصر انطلقت للعالمية.. والخير الوفير سيتدفق.. والمشروعات ستملأ ربوع البلاد.. وهو ما حدث في مؤتمرات عديدة عقدت في عهد مبارك.. لكن بيئة الاستثمار مازالت كما هي.. روتين وتعقيدات وفكر عقيم.

"هذا المقال نشر هنا في نفس المساحة في الثاني من مارس العام الماضي، قبيل انعقاد مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي.. ورأيت أن تكراره اليوم أبلغ تعبير عن حال مصر.. انعقد وانفض وسط حملات إعلامية من المنافقين والمطبلاتية.. ومر عام ولم يحدث شيء.. وزادت الأوضاع الاقتصادية سوءًا..

ونفس الأمر فيما يتعلق بظاهرة أمناء الشرطة وتجاوزات الضباط.. والكل يعلم أنها ليست حالات فردية.. ولن يتغير الوضع بل سيزداد سوءًا..

ورحم الله العملاق محمد حسنين هيكل الذي وضع يده على الحل الجذري لكل المشكلات، وهو أن يقوم السيسي بثورة على نظامه حتى نستطيع بناء دولة ديمقراطية حديثة تحترم المواطن وتقيم العدل.

لكن انهالت على هيكل الاتهامات وحملات التقطيع.. وهذا طبيعي لأن الدولة العميقة تقف بالمرصاد لأي توجه من هذا النوع.. ولذلك سنستمر من سيئ لأسوأ.. والسبب معروف.. والحل معروف أيضًا.. ومن يراودهم شك أقول لهم "فاكرين مؤتمر شرم الشيخ"؟!
الجريدة الرسمية