ردود أفعال
هل ردود أفعال كل الناس واحدة أمام الحدث الواحد؟ أم تختلف باختلاف الشخص طبقًا لثقافته ونشأته ؟
ربما تكون هناك ردود أفعال عقلانية تحدث لنا من خلال أنشطتنا اليومية نأخذها ببساطة أحيانًا وتضحكنا وتكون سببًا في دخول السعادة إلى قلوبنا وقلوب من حولنا أحيانًا أخرى والعكس فربما تحدث ردود أفعال بسيطة في مواقف أخرى لا تستغرق ثواني ولكنها تأثرها السيئ يستمر مدى الحياة.
يقول تشارلز سونيدل: «يعتمد مستوى معيشتنا وسعادتنا في الحياة نسبة 10% على ما يحدث لنا، وبنسبة 90% على ردود أفعالنا تجاه ما يحدث لنا.
«فحياتنا من صنع أفكارنا»
فالمشكلة ليست في الأفكار السلبية بقدر ما هي في كيفية إدارة تلك الأفكار وكيف يتعامل الإنسان معها بمهارة.. فإن أهم مصدر للأفكار السلبية هو النظرة التشاؤمية التي يرى من خلالها الإنسان المتشائم الحياة كلها على أنها شر ويعيش في جو من الترقب والخوف والتوتر فتصطبغ بالتالي ذهنية هذا الإنسان بالشعور السلبي على الأشياء من حوله، وكثيرون هم الذين يصدقون ما يشاهدونه أو ما يحيط بهم من أمور.
والعكس هو الصحيح، فالأفكار الإيجابية والنظرة التفائلية للأمور تؤدى إلى نجاح الفرد في حياته.
فمجرد الخواطر التي تمر بنا في كل لحظات حياتنا هي التى تشكل ردود أفعالنا، وردود أفعالنا هي التى تشكل مستقبلنا فتكرار الخاطرة يحولها إلى فكرة وتكرار الفكرة يحولها إلى خطة والخـــــطة تتحــــــول إلى عــــمل وتكرار العــــــمل يحوله إلى عادة وعادتنا هي التى تحدد نجاحاتنا أو فشلنا في الحياة.
وما سبق ملخص لما جاء في كتب علم الاجتماع وهذا عندما نسقطه على ما نمارسه نحن المصريين في حياتنا اليومية وما نسمعه طوال الوقت من نقد لاذع لبعضنا البعض نستنتج أن المجتمع المصري هي جماعات ذات صبغات ثقافية مختلفة كل جماعة لا يعنيها لونها الخاص ولكنها تريد أن تلون الجميع بلونها وإلا قتلت من يخالفها الصبغة وهنا القتل إما بالتكفير أو بإلقاء التهم جزافًا وبالتحقير أحيانًا أخرى ونمارس على بعضنا البعض كل أنواع القتل الفكرى والمعنوى والجسدى.
وكل هذه الصراعات نمارسها يوميًا بشكل دوري على بعضنا البعض حتى ظهر هذا جليًا على وجوه المصريين من كآبة وتعاسة وعدم رضا ملقين أسباب تعاستنا على كل من حولنا ناسين متناسين أن تعاستنا هي صنع أفكارنا وعاداتنا الخاطئة.
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"... صدق الله العظيم.
فهل نحن قابلون للتغير أم نحن تعايشنا مع أمراضنا النفسية حتى أصبحت جزءًا منا نخشى أن نشفى منها وهذا إذا اعتبرناها مرضًا يجب الشفاء منه؟!
فمشاكلنا نحن من صنعناها والإرهاب الذي يقتلنا نحن من قدسناه وجعلناه دينًا وهو أبعد ما يكون عن الدين.. وإعلامنا لا يصدر لنا غير المصائب فزاد من كآبة المصريين، فما عدنا نرى غير اللون الأسود، فهل من مجدد وهل من معالج وهل من مخرج؟ لنـــا الله.