رئيس التحرير
عصام كامل

رحيل رجل عظيم


أعرف الدكتور بطرس غالي منذ منتصف الستينيات من القرن الماضي.. كان أستاذًا لي ضمن كوكبة من الأساتذة العظام في الكلية الجديدة الوليدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية مع د. محمد زكي شافعي ود. عبدالملك عودة ود. إبراهيم صقر ود. محمد فتح الله الخطيب ود. حامد ربيع ود. الغندور وغيرهم.


لم يكن د. بطرس غالي فقط أستاذًا عظيمًا ولكنه كان أيضًا إنسانًا عظيمًا.. وقد اختبرنا عظمته نحن جميعًا، بل العالم كله، حينما تصدى بقوة لكل الضغوط الأمريكية المكثفة عليه ليمتنع عن إذاعة تقرير دولي يدين إسرائيل وينصف الفلسطينيين، حيث كان ومازال الأمريكيون يحمون إسرائيل ويدعمون عدوانيتها.. رفض الرجل كل هذه الضغوط وضحى بمنصبه كأمين عام للمنظمة الدولية الأولى في العالم «الأمم المتحدة»، وأصر على إذاعة التقرير الأصلى وإدانة الإسرائيليين..وبعدها انطلقت واشنطن تحاربه في كل مكان لتمنع التجديد له في منصبه.. واستخدمت الفيتو في التصويت ضده، لكنه كان يكفيه فخرًا أنه حاز على تأييد الأغلبية الساحقة من دول المنظمة، وخرج مرفوع الرأس ومحل فخر لنا جميعًا.

إن هذا الرجل هو الذي قاد عملية انفتاح مصر على أفريقيا ونجح في نسج علاقات لمصر مع العديد من الدول الأفريقية، لأنه اعتبرها مسألة ضرورية للأمن القومي.. وعندما تولى مسئولية المجلس القومي لحقوق الإنسان لم يجامل الحاكم، ولكنه انتزع له فعاليته.. رحم الله د. بطرس غالي الرجل العظيم.
الجريدة الرسمية