رئيس التحرير
عصام كامل

برنامج "التعليم" لتدريب واضعى امتحانات الثانوية العامة.. فتح الله يحذِّر من "التسييس".. وعبد الرؤوف: الورقة الامتحانية لم يطرأ عليها أى تغيير.. ومسعد: نحافظ على سريّة الامتحانات

الدكتور إبراهيم غنيم
الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم

تنتهى وزارة التربية والتعليم غدًا "الأربعاء"، من تنفيذ دورة تدريبية لواضعى امتحانات الثانوية العامة، بهدف تأهيلهم لوضع امتحانات العام الدراسى الحالى، وفقًا للمواصفات القياسية للورقة الامتحانية.


"تطوير مهارات واضعى الاختبارات فى إعداد الاختبارات التحصيلية وفقًا لمعايير جودة الاختبارات"، هذا هو عنوان البرنامج التدريبى الذى تنفّذه وزارة التربية والتعليم بالمركز الرئيسى لاتحاد الطلاب بالعجوزة، هو من إعداد الدكتور محمد فتح الله الباحث بالمركز القومى للامتحانات.

والفئة المستهدفة فى هذا التدريب تتمثل فى من هم فى دائرة إعداد امتحانات الشهادات العامة والموجهين، وعدد من مستشارى المواد بالوزارة، وبعض كبار الموظفين بمكاتب مستشارى المواد بالتربية والتعليم.

وتقسم الوزارة المتدربين إلى ثلاث فئات، تبدأها بواضعى امتحانات الرياضيات والعلوم، ورغم أن الوزارة رشّحت 40 اسمًا من المنتمين إلى تدريس هذه المواد، فإن مَن سجّلوا أسماءهم لحضور الدورة التدريبية بالفعل هم 19 شخصًا فقط، فى حين تعقد الدورة الثانية لواضعى امتحانات اللغات "العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية" والتربية الدينية، وقد رشّحت الوزارة 70 شخصية لحضور هذه الدورة، إلا أن مَن سجّلوا أسماءهم للحضور منهم هم 66 شخصًا فقط.

فى حين تختص الفئة الثالثة والأخيرة من المتدربين بواضعى امتحانات الدراسات الإنسانية والدراسات الاجتماعية، وتستهدف الوزارة تدريب 50 شخصًا من أجل تأهيلهم لوضع امتحانات الثانوية العامة فى تلك المواد.

أكد الدكتور محمد فتح الله معد البرنامج التدريبى، أن المهارات الواجب توافرها لدى مَن يضع اختبار الثانوية العامة، والمستهدفة من البرنامج التدريبى، تتمثل فى أن يكتسب المعلم المتدرب كيفية تحديد ناتج التعلّم، أو الهدف الذى يهدف إليه من خلال سؤاله، والمفترض على الطالب أن يكون قد تحصّله خلال فترة الدراسة، وأن يستطيع واضع الامتحان أن يحدّد المستوى المعرفى للسؤال، والفئة المستهدفة بكل سؤال، وهل هذا السؤال مقدّم للطالب متوسط أو مرتفع الذكاء، كما أنه يهدف إلى أن يستطيع واضع الامتحان تحديد جدول مواصفات لاختباره وكيفية بناء تلك المواصفات الاختبارية بشكل صحيح، وأن يحدّد بعض الملامح الإحصائية للاختبار ومفرداته، مثل مدى سهولة وصعوبة الأسئلة الموضوعة، ومدى ملاءمتها للفئات الطلابية ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب.

وحذَّر فتح الله مما أُطلق عليه تسييس امتحانات الثانوية العامة، من أجل إرضاء أولياء الأمور، وقال إن أضرار ما قد يحدث من إصدار تعليمات لواضعى امتحانات الثانوية العامة بوضع أسئلة سهلة لكسب ود وتعاطف أولياء الأمور هو أمر غير تربوى ويؤدّى إلى تخريج جيل يعانى صعوبات التعلم فى الجامعة.

ورفض تبرير مثل تلك الأمور فى ظل الأجواء الأمنية المضطربة التى تمر بها البلاد، معتبرًا أن هذا خطأ يجب أن لا يقع فيه واضعو امتحانات الثانوية العامة لهذا العام.

ورغم التدريب الذى يتلقاه واضعو امتحانات الثانوية العامة، فإن فتح الله توقّع أن تأتى اختبارات الثانوية العامة لهذا العام شبيهة باختبارات الأعوام السابقة، بما فيها من جوانب قصور، مشيرًا إلى أن نتائج هذا الاختبار مكسبها على المدى الزمنى الطويل.

وأكد الدكتور عزت عبد الرؤوف رئيس قسم التقويم بالمركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى، أنه لم يطرأ أى تغيير على مواصفات الورقة الامتحانية بالنسبة إلى امتحانات الثانوية العامة، وهى المواصفات الموضوعة من قبل المركز القومى للامتحانات، وأشار إلى وجود مواصفات عامة تشترك فيها كل المواد الدراسية، وأن هناك مواصفات خاصة بكل مادة حسب طبيعتها.

وأوضح أن المواصفات الخاصة للورقة الامتحانية تتمثّل فى دقة صياغة الأسئلة، ووضوح الهدف من السؤال، مؤكدًا أن المواصفات القياسية لأسئلة امتحانات الثانوية العامة تخرج بالأسئلة من قياس المحتوى الدراسى الذى درسه الطلاب إلى قياس الحتوى التعليمى الذى تحصّل عليه الطالب بالفعل، بحيث إنها لا تشترط أن تأتى كل الأسئلة من داخل الكتاب المدرسى.

واعتبر عبد الرؤوف أن الكتاب المدرسى بمثابة إرشاد للطالب ولا يمثّل كل جوانب المعرفة التى يجب عليه تعلمها فى أثناء العام الدراسى، وأن الكتاب وسيلة لا غاية، وأن السؤال المقترح فى الامتحان يقيس المهارات التى اكتسبها الطالب ولا يقيس مضمون الدروس أو محتوى المنهج.

وأضاف أنه من مواصفات الورقة الامتحانية أن تحمل أسئلة الامتحان تمثيلًا نسبيًّا لما تم درسه بالفعل خلال العام الدراسى لكل موضوعات المحتوى الدراسى، ممثلًا لذلك بأنه لو كانت هناك وحدة دراسية داخل المنهج تم تدريسها فى 40% من المدى الزمنى المقرر للمادة، فإنه يجب أن تمثل تلك الوحدة بنفس النسبة فى الامتحان، كذلك فإنه من مواصفات الورقة الامتحانية أن تحمل الأسئلة تمثيلًا نسبيًّا للمستويات المعرفية للطلاب، وهى مهارات التذكر والفهم والتطبيق، وأن يراعى فى الامتحان وضع أسئلة تقيس المستويات العليا من التفكير لدى الطلاب، وهى الأسئلة الخاصة بالطلاب المميزين، والتى تميّزهم عن أقرانهم من باقى الطلاب.

وأكد عبد الرؤوف أن أى امتحان يأتى مخالفًا لتلك المواصفات، فإن نتائجه تكون غير موثوق فيها، مشيرًا إلى أن مواصفات الامتحان لا تعترف بالأسئلة ذات التوجه السياسى، معتبرًا أنها خطأ تربوى غير مبرّر.

من جهته أشار الدكتور رضا مسعد رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم والمشرف على امتحانات الثانوية العامة، إلى أن الوزارة تهدف من خلال تدريب عدد من المتوقع وضعهم امتحانات الثانوية العامة، إلى الخروج بأعلى مستوى فى هذا العام.

وأكد أن الإدارة العامة للامتحانات بالتعاون مع مستشارى المواد وموجهى المواد بالمديريات التعليمية، تسعى إلى اختيار أكثر من عنصر للحفاظ على سرية امتحانات الثانوية، بحيث لا يُعرف مَن يضع أسئلة الامتحانات من الذين تم تدريبهم، إلا قبل الامتحان بأيام قليلة، حتى يظن كل متدرب أنه قد يُطلب لوضع الامتحان فى أى لحظة، وحتى يكون لدى الوزارة أكثر من كادر قادر على وضع أسئلة الثانوية العامة، مشيرًا إلى أنه سيتم وضع نموذجين لكل امتحان تحسبًا لحدوث أى ظروف غير متوقعة أو عمليات تسريب، حتى يكون البديل الامتحانى موجود.

جدير بالذكر أن محمود ندا مدير الإدارة العامة للامتحانات، أعلن أن 418 ألف طالب يؤدّون امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسى الحالى.

وأشار إلى أن عدد الطلاب الراسبين بالمرحلة الأولى 10000 طالب، وأن عدد لجان السير لامتحانات الثانوية العامة يبلغ 1430 لجنة، ونفس العدد بالنسبة إلى رؤساء لجان السير والمراقبين الأوائل للجان.

ولفت إلى وجود 75 مركزًا لتوزيع الأسئلة على مستوى الجمهورية، ويبلغ عدد لجان النظام والمراقبة "11" لجنة على مستوى الجمهورية موزعة كالتالى "4 لقطاع القاهرة، و2 لقطاع الإسكندرية، و3 لقطاع المنصورة، و2 لقطاع أسيوط".

وبالنسبة إلى اللجان الإدارة.. توجد 4 لجان على مستوى الجمهورية موزّعة كالتالى "لجنة بقطاع القاهرة، ولجنة بقطاع الإسكندرية، و3 بقطاع المنصورة، و2 بقطاع أسيوط".

وأوضح أن عدد المعلمين المسجلين لأعمال الملاحظة على الموقع الإلكترونى للوزارة يبلغ "514854" ملاحظًا، وعدد غير الراغبين فى العمل "16150"، وعدد الراغبين فى العمل "498704".

وتحتاج الإدارة العامة للامتحانات إلى 11775 مراقبًا، و70000 ملاحظ، و12800 متعاون، و30000 مقدّر درجات.

الجريدة الرسمية