رئيس التحرير
عصام كامل

اللاجئون والجريمة.. كتاب جديد يفند الأحكام المسبقة

فيتو

نشر رئيس قسم التحقيقات الجنائية في ولاية سكسونيا السفلى كتابا حول الجريمة واللاجئين. في كتابه يفند المؤلف الأحكام المسبقة ضد اللاجئين، ما أثار جدلا واسعا في الإعلام الألماني. DW عربية أجرت معه حوارا حول الكتاب وموضوعه.


كتاب "سوكو اللجوء" يعتمد على الإحصاءات الأخيرة للشرطة في مدينة براونشفايغ بولاية سكسونيا السفلى، وعلى دراسة أجرتها توصلت فيها إلى عدم صحة الأحكام المسبقة ضد اللاجئين، بحسب أولف كوش، مؤلف الكتاب.

DW عربية التقت المؤلف وأجرت معه الحوار التالي حول الكتاب وما أثاره من جدل ونقاش واسعين في وسائل الإعلام

:

DW عربية: سيد كوش، أسست لجنة خاصة بشئون اللاجئين والجريمة في مدينة براونشفايغ، ونشرت مؤخرا دراسة حول هذا الموضوع. ماهي النتائج الرئيسية التي توصلت إليها؟


أولف كوش: أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة تتلخص في أن اللاجئين الذين قدموا إلى ألمانيا في السنوات الأخيرة، وبالأخص الذين يتواجدون في مراكز إيواء اللاجئين بمدينة بروانشانغ ليسوا بمجرمين. يوجد بينهم بعض المجرمين، ونحن قمنا بالتصدي لهذا الأمر. لكنني أستطيع بشكل واضح نفي الروايات التي تربط بين اللاجئين وارتفاع معدلات الجريمة في ألمانيا.



كيف أتتك فكرة نشر كتاب حول موضوع الجريمة واللاجئين؟


شخصيا لم أفكر في الأمر من قبل، الفكرة كانت لأحد الصحفيين الذي رأى بأنه يجب علينا أن نسجل ما توصلنا إليه من نتائج خلال التحقيق المركزي الذي قمنا به للاستفادة من نتائجه، ثم تحولت الفكرة إلى كتاب "سكو اللجوء"





غالبا ما يتم الربط بين ارتفاع معدلات الجريمة في ألمانيا واللاجئين والأجانب، وأحداث التحرش الجماعي ليلة رأس السنة بمدينة كولونيا سلطت الضوء أكثرعلى هذا الموضوع.

برأيك هل هي حقا مجرد أحكام مسبقة؟ أم أن هناك بالفعل أنواع معينة من الجرائم تنتشر بشكل خاص بين العرب واللاجئين؟


أحداث كولونيا في ليلة رأس السنة لم نشهدها مثلها في ألمانيا من قبل، ما حدث يعد أمرا فظيعا للغاية. وبطبيعة الحال فإن الجناة يجب أن ينالوا عقابهم على جرائم التحرش الجنسي.



أما إن كانت هناك أنواع معينة من الجرائم نستطيع أن ننسبها إلى مجموعات إثنية معينة، فهنا يجب الحذر. لأنه لا توجد شعوب مجرمة، وإنما يوجد مجرمون بين كل شعب وبالتالي فمن يقترفون جرائم معينة لا يجب تعميم أفعالهم على شعب بأكمله.هناك جرائم تقليدية أدخلت إلى ألمانيا وتظهرفي مناطق معينة، على سبيل المثال السرقة بأساليب خداع جديدة ومبتكرة.





منذ أحداث ليلة رأس السنة هناك تركيز واضح على موضوع الجريمة من قبل شبان من شمال أفريقيا. هل ترى أن هذا التركيز في محله؟
>
نسبة ارتكاب الجرائم بين اللاجئين لسيت أعلى من نسبتها بين المواطنين الألمان. لكن تم تسليط الضوء على اللاجئين نظرًا لتواجدهم ضمن مجموعات.

ولكن بالإشارة إلى جميع سكان ألمانيا فإنهم ليسوا أكثر إجراما من المجرمين المحليين لدينا. وبحسب التحقيقات والدراسات وكذلك الإحصاءات الحالية للمكتب الاتحادي للتحقيقات الجنائية، فإن ما حصل في كولونيا لا يمكن نسبته لكل شعوب شمال أفريقيا. الجناة يجب أن ينالوا عقابهم، لكن لا يعني تلقائيا أن كل من أتوا من شمال أفريقيا مجرمون.





كم تبلغ نسبة اللاجئين المتورطين في قضايا جنائية مقارنة بعدد السكان في ألمانيا؟ وماهي الجنسيات التي غالبا ما يتكرر ظهورها في أعمال إجرامية؟


الإجابة على هذا السؤال صعبة في الوقت الحالي، لأننا مازلنا ننتظر ظهور إحصاءات الجريمة لعام 2015 وبالتالي لا أعرف بعد نتائج الإحصاءات في باقي الولايات الألمانية. ولكن تمكنا من التوصل إلى نتيجة مفادها أن غالبًا ما يتعلق الأمر بجناة شباب ومنهم شبابنا الألمان الذين يخلقون لنا مشكلات أيضا. وهذه النتيجة جنائيا ليست شيئا غير عادي.





كيف تفاعلت وسائل الإعلام الألمانية والرأي العام الألماني مع النتائج التي توصلت إليها من خلال دراستك؟


من جهة هناك نقاش موضوعي حول الكتاب والنتائج التي خلص إليها، كما تم أخذ الموضوع بعين الاعتبار وأتمنى أن يتم التعامل مع الكتاب بمصداقية لأننا لم نجمَل أي شيء. ولكن من جهة أخرى وللأسف كانت هناك تعليقات تحريضية عنصرية كثيرة. إنهم كانوا يتوقعون أن يقول الكتاب أن كل الأجانب مجرمون، وبالطبع هذا أمر غير صحيح ولم يكن منتظرا أيضا. وبالتالي تم استغلال ذلك من قبل الأوساط اليمينة في ألمانيا.

<>

/>
بعد أحداث كولونيا وجهت انتقادات شديدة لشرطتها. برأيك هل كان من الممكن تجنب تلك الأحداث؟

لا، نحن في الحقيقة متفقون على أن أحداث كولونيا لم يكن في استطاعة الشرطة منعها أو تجنب حدوثها لأنها لم تكن متوقعة. فما حدث في تلك الليلة كان ظاهرة جديدة على ألمانيا. يمكن بطبيعة الحال أخذ المزيد من الحيطة والحذر في المستقبل.



برأيك ماهي التدابير التي ينبغي اتخاذها لمساعدة اللاجئين وحمايتهم من الوقوع في الشبكات الإجرامية؟


يجب أخذ المشكلة بعين الاعتبار وطرحها للنقاش، كما يجب أن لا ننسى أن بين اللاجئين أيضا مجرمون ويجب التصدي لهم. لكن الأهم هو أنه لا يجب أن يدفع باقي اللاجئين الذين يبحثون عن الحماية والأمان ثمن ما اقترفه هؤلاء الجناة ووضع جميعهم في قفص الاتهام.

أما بالنسبة لحماية اللاجئين من شبكات الجريمة، فإن التوعية مهمة وعلى الحكومة أيضا أن تساهم ذلك من خلال برامج جدية للاندماج. غير أنني أرى أن هذا لا يعد مشكلة الشرطة.



ترددت في الكثير من وسائل الإعلام الالمانية، التي تناولت موضوع كتاب "سوكو اللجوء" أنه كتاب لمواجهة الأحكام المسبقة ضد اللاجئين، كيف ذلك؟



من الواضح أن الأشخاص الذين لديهم رأي مغاير تمامًا عن اللاجئين وانتشار الجريمة لن تصلهم رسالة الكتاب، ولكن هناك فئة من الناس تملك معلومات قليلة بهذا الشان وبالنسبة لهم يعد الكتاب عنصرا مساعدا مهما لفهم ومعرفة المشكلات التي تواجه عمل الشرطة وأيضا الامكانيات المتاحة للتصدي لها.



أولف كوش (58 عامًا) مؤلف كتاب "سوكو اللجوء" يعتمد في كتابه على دراسة نشرت في 28 يناير 2016 بمدينة براونشفايغ التي يبلغ عدد سكانها نحو 260 ألف نسمة، جاء فيها أن مما مجموعه 40 ألف لاجئ وصلوا إلى المدينة خلال سنة، بلغ عدد الذين خلقوا مشكلات 150 إلى 200 لاجئ. ويؤكد رئيس التحقيقات الجنائية أن عائدات الكتاب ستسخر لدعم أطفال الأسر المحرومة وأطفال اللاجئين.


هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية