رئيس التحرير
عصام كامل

ليست وليدة اللحظة.. وماذا قدم هؤلاء؟!


ماذا فعلت النخبة والأحزاب الكثيرة للشباب.. هل سارعت بإقناعهم للانضمام لصفوفها وممارسة القيادة والسياسة والديمقراطية والإدارة بين صفوفها.. هل فكرت مثلًا في استثمار معرض الكتاب لتنظيم ندوات ومنتديات فكرية وحوارية مع الشباب تستمع إليهم وتطلعهم على حقائق ما يجري حولنا وما يراد لنا من مخططات التآمر والشر، وتبصرهم بما يجب على كل فرد فعله في هذه المرحلة للنهوض والخروج من العثرة الاقتصادية والانقسام المجتمعي الذي رسخه البعض في أعقاب ثورة يناير..؟!


أين دور قصور الثقافة التي تنتشر في كل مدينة ومحافظة؟ أين مراكز الشباب والأندية؟ أليس الحوار مع الشباب رسالة مجتمع بأكمله يتحمل الجميع مسئوليتها؟ وهل أزمة الألتراس وليدة اللحظة حتى يتحمل الرئيس وحده تبعاتها.. أم أنها أزمة مجتمع ترك أبناءه ينخرطون في روابط خرجت عن مسارها في تشجيع الرياضة إلى كيانات خرق بعضها القانون وتحدى سلطة الدولة وعرّض أمنها وسلامها الاجتماعي للخطر؟

ورغم ذلك نجد أحد المحسوبين على النخبة وكتابها يدعو لاعتبار الألتراس رأيًا وليس خيانة للوطن؛ لأنه في رأيه جماعة احتجاجية وليس منظمة إرهابية.. وإني سائلة: أي دولة تحترم نفسها تسمح بمثل هذه الكيانات؟ وتحت أي مسمى يمكن إدراج مثل هذا الألتراس؟ وهل نسيت ما فعلوه من أعمال عنف وإرهاب واستفزاز للشرطة وكتابات مسيئة تدعو للإحباط والهدم والإرباك وطمس كل منجز، وجر البلاد لانقسامات لم تشهد مثلها على مر تاريخها الطويل، وأفعال من شأنها حرق الوطن؟

وعلى الرغم من أن حركة الشارع عندنا تسبق دائمًا النخبة والأحزاب وقوى المعارضة وأجهزة الحكومة ذاتها، ورغم تنامي ظاهرة روابط الألتراس، وهي كيانات غير شرعية تخرج أفعالها عن السيطرة، وتجافي روح الرياضة، والهدف الذي من أجله تشكلت في كل بلاد الدنيا؛ وهي مجرد التشجيع ومساندة أنديتها دون الانخراط في عمل من شأنه تكدير الأمن والسلم أو حرق الأوطان ودفع البلاد نحو احتراب أهلي ندعو الله ألا يحدث بمصر.. رغم كل ذلك فإن هناك أملًا في نهاية النفق..

فها هي الأحوال تستقر يومًا بعد الآخر بعد اكتمال خارطة المستقبل، وشروع البلاد في تنفيذ مشروعاتها الكبرى، ودحر الإرهاب رغم أن الطريق لا يزال طويلًا في حرب الأفكار المتطرفة وصياغة خطاب ديني يعري تنظيمات العنف وميليشيات الإرهاب ويفند بالحجة والبرهان أسانيدها الباطلة.
alyhashem51253@gmail.com
الجريدة الرسمية