قنبلة موقوتة تهدد الجيش اللبناني.. التعيين على أساس الانتماء الطائفي.. الضباط السنة رجال الحريري.. اجتياح شيعي وحزب الله يسيطر.. 3 مناصب شاغرة.. رئيس الأركان منصب محفوظ للدروز
عرف لبنان بأنه بلد تتعدد فيه الانتماءات السياسية والطائفية ما يمثل خطرا كبيرا على الأمن القومي اللبناني في حال طالت تلك الانقسامات صفوف الجيش خاصة في ظل وجود فراغ رئاسى وعدم قدرة التيارات السياسية والطوائف على حسم هذا الأمر رغم الاجتماعات المتكررة للبرلمان لحسم الملف.
ونظرا لأهمية تلك القضية تناول مركز كارنيجي للسلام في الشرق الأوسط انعكاسات الانقسامات الاجتماعية والمحاصصات السياسية الطائفية في المجتمع اللبناني على تركيبة الجيش، وأنماط تكوين الجماعات بين الضباط خلال الفترة ما بعد أعوام الحرب الأهلية اللبنانية.
أغلبية مسيحية
ولفتت الورقة البحثية التي جاءت تحت عنوان «الولاءات وتشكيل الجماعات ضمن سلك الضباط اللبنانيين» في الفترة التي سبقت عام 1990، كان تكوين الجماعات في سلك الضباط اللبناني يتمحور حول الانقسام الهوياتي الإسلامي- المسيحي.
ولكن الحرب الأهلية التي انتهت بهزيمة الجيش اللبناني «بأغلبيته المسيحية» على يد الجيش السوري تسببت في تغير موازين القوى عبر فقدان المسيحيين لهيمنتهم داخل الجيش. وتشير الورقة البحثية إلى أنه قد جرى تهميش الضباط الذين عملوا تحت قيادة العماد ميشيل عون في هذه الحملة حين جرت عملية إعادة بناء الجيش اللبناني.
الانقسام الإسلامي المسيحي
وبحسب الورقة البحثية فإن سنوات الدراسة خلقت نوعا من الحب والود بين الضباط اللبنانيين كما يحدث في الجيوش النظامية، وذلك ما ساعد على الترابط الطفيف بين الجيش إبان الحرب الأهلية.
3 أجيال
ونتيجة لذلك يكون للأجيال أهمية كبيرة داخل الجيوش وقد ميزت الدراسة 3 أجيال داخل الجيش اللبناني، وتؤكد أن العلاقات بين هذه الأجيال غالبا ما تكون عابرة للطوائف والخلفيات الاجتماعية والمعسكرات السياسية، ووفقا لما يقوله أحد الضباط: «خلال الحرب الأهلية لم يكن هناك إطلاق نار بين الجيشين الضباط الذين يتخرجون في العام نفسه لا يمكن أن يطلقوا النار على بعضهم البعض».
الانقسام السني الشيعي
وتوثقت صلة الجيش بحزب الله جنبًا إلى جنب مع تنامي نفوذ الضباط الشيعة. كانت عقيدة لحود العسكرية تقوم على تعريف إسرائيل بوصفها العدو الأكبر مع تعريف الجيش السوري وحزب الله كحلفاء في مواجهتها.
وعلى الرغم أن السنة لم يكونوا يميلون بشكل كبير إلى الالتحاق بصفوف الجيش خلال حقبة ما قبل التسعينيات إلا أن ذلك، وفق الدراسة، كان راجعا لأسباب اجتماعية وليست طائفية. إلا أن حقبة الوجود السوري قد ارتبطت بممارسات طائفية تمثلت في تهميش الضباط السنة.
نفوذ الحريري
وازداد ذلك بفعل الخصومة بين قائد الجيش إيميل لحود والسياسي السني رفيق الحريري حيث كان لحود يخشى نفوذ الحريري لدرجة أنه كان يعتبر الضباط السنة رجال الحريري داخل الجيش. رغم أن جميع التأكيدات تصب في خانة أن الحريري لم يسع مطلقا إلى صناعة أي ولاءات طائفية داخل الجيش.
الانتماء السياسي
على الرغم من أن قوانين الجيش في لبنان تحظر النشاط السياسي على العسكريين، إلا أن انتماءاتهم الطائفية والسياسية تظل ظاهرة بوضوح. وفقا للدراسة، تتعرض الترقيات الكبيرة في الجيش إلى تقلبات النظام السياسي.
منصب رئيس الأركان، المحفوظ للدروز مثلا، لا بد أن يحصل صاحبه على مباركة زعيم الطائفة الدرزية وليد جنبلاط. وكذا الأمر في حالة الضباط الموارنة الذين يسعون إلى قيادة الجيش.
وتسبب هذا الأمر في التمديد للعماد جان قهوجي بعد أن حل تاريخ تعاقده بسبب الفشل في التوافق على من يخلفه. مع تسبب في طرح فكرة مد سن التقاعد لكبار الضباط لإتاحة المجال أمام قهوجي وغيره من ذوي القبول للبقاء في الخدمة وتجنب النزاع السياسي.
3 مناصب
لم تقتصر الأزمة على منصب قائد الجيش فقط فهناك 3 مناصب شاغرة في المجلس لعسكري منذ عام 2013 بسبب الفضل في التوافق حول هوية من يشغلها وهي منصب مدير عام الإدارة (شيعي)، ومنصب المفتش العام (روم أرثوذكس)، ومنصب للروم الكاثوليك كما تم تعطيل تقاعد كل من رئيس الأركان (درزي) وأمين عام المجلس الأعلى للدفاع (سني) لأسباب مماثلة.
ترقيات الجيش
وترى الدراسة أن هذا التدخل السياسي في ترقيات الجيش ينذر بعواقب وخيمة ويختتم البحث دراسته بالتأكيد على صعوبة مهمة الجيش اللبناني في ظل خضوعه لكل هذه التوازنات السياسية والطائفية. وترجع التماسك الظاهري الذي يبدو إلى التداخل بين أنواع الانتماءات (الطائفية أو السياسية، أو المهنية).
نوه عن أن تسييس التعيينات العسكرية يقوض الفعالية العملياتية للجيش ويولد انقسامًا بين الضباط المسيسين وغير المسيسين يتحدى مفاهيم الاحترافية العسكرية.