رئيس التحرير
عصام كامل

الاهتمام بالشباب وإهمال الكبار


الشباب عماد الوطن وهم مستقبله، ولا ننكر ذلك أبدًا، بل نؤمن به ونعمل دومًا لأجله، عن طريق نقل الخبرة من الكبير للصغير، إلا أن توجه المجتمع وأصحاب الأعمال أيضًا للإهمال الكبير لكبار السن والحديث دومًا إلى الشباب دفع البعض منهم إلى منع نقل الخبرة والخوف على مستقبلهم في ظل وجود الشباب، بل خافوا من وجودهم حولهم، حيث يعتبروهم الند الذي لابد من منع وصول أي معلومة أو خبرة له، مما منع عن الشباب رافدا كبيرا من الخبرة والمعرفة التي كان يمكن أن يستقوها ممن سبقوهم في نفس المكان.


الحديث دائمًا عن الشباب والاهتمام بمخاطبتهم وإهمال الكبار وطاقاتهم يترك الأثر الصعب فى نفوسهم، ويشكل لهم التهديد إلى الحد الذي جعلهم يخافون على مستقبلهم، وتضر بدافعيتهم للعمل، خصوصًا إذا كان لدى جهات العمل التوجه ذاته لتعيين الشباب والاهتمام بهم، وإهمال خبرات كبيرة وعدم الاعتراف بها، وليس ذلك فقط بل يتجه الكثيرون إلى إلحاق الكبار بأقسام للعمل فيها على الهامش على اعتبار أنهم كبروا في السن وضعفوا ولن يقدروا على العمل، هو السيف الذي يقضون به على كل دافعيه نحو العمل نفسه.

نسمع أيضًا عن توجه الدولة نحو الشباب، هذا ما يؤثر أيضًا فى ولاء الكبار وفى إنتاجيتهم ونظرة المجتمع لهم بأنهم أصبحوا عالة عليه، مع أن حتى المحالين إلى المعاش إذا تمت مقابلتهم والتعرف على قدراتهم، سنجد أننا قد استغنينا عن رافد كبير من القوة غير المستغلة، ويحكم عليهم بالإعدام مع أنه يمكن الاستفادة بطاقاتهم المهدرة في بناء دولة كاملة الأركان بخبراتهم المتعددة، وإذا افترضنا أنه ليس لديهم مثلا القدرة على التعامل مع الكمبيوتر فإن مساعدًا بسيطًا هم مسئولون عن إيجاده يمكنه التغلب على ذلك العائق ونستفيد منهم.

إننا إمام مشكلة حقيقية في التعامل مع الأجيال حين نوجه حديثنا واهتمامنا بفئة عمرية وإهمال كل الفئات الأخرى والنظر إليهم بنظرة توحى أنهم أقل اهتمامًا مع أن كل المجتمعات المتحضرة تعرف كيف تستغل الشباب والكبار طالما كانوا قادرين على العمل.
الجريدة الرسمية