رئيس التحرير
عصام كامل

تهميش النوبيين يشعل النار.. "كتالة" تعلن الاستقلال.. والنوبيون يرفضون ويستعدون لمعركة مع الإخوان

احد التجمعات لاعضاء
احد التجمعات لاعضاء حركة كتالة

أثار إعلان حركة "كتالة" النوبية نية النوبة فى الاستقلال عن مصر، ودعوتها منظمات المجتمع المدنى الدولية لمؤتمر إعلانها الاستقلال منتصف يناير المقبل، ردود أفعال عدة، جاءت كلها رافضة للقرار، ووصل بعضها إلى حد التهكم عليه.

ففى حين أكد الرئيس التنفيذى لحركة "كتالة" النوبية بأسوان، أسامة فاروق، أن أهالى النوبة يوجهون الدعوة إلى المنظمات الدولية لحقوق الإنسان لحضور إعلان استقلال النوبة يوم 15 يناير 2013 بأسوان، لافتا إلى أن النوبة اتخذت قرار الاستقلال عن مصر ردًّا على الإساءة والتهميش المتعمد من النظام، جاءت ردود الأفعال بعبارات الغضب والاستياء.
وأكد نائب رئيس حزب الوفد الدكتور "بهاء أبو شقة" أن إعلان استقلال النوبة عن مصر مؤشر ينذر بالخطر، ويؤكد أن مصر ستدخل مرحلة من التقسيم السياسى والعرقى الذى سيدفع بنا لحرب أهلية.
وأضاف "أبو شقة": إن إعلان الاستقلال فى كثير من المحافظات يتم اعتباره مجرد كلام؛ لعدم امتلاك أصحابه أسلحة تستطيع قلب الأمور بها كما فى النوبة.
وقال: إن الرئيس مرسى تجاهل مطالب النوبة بإعادتهم لمساكنهم التى أخلوها أثناء بناء السد العالى، ولم يلتفت إليهم، وهذا ما جعلهم يشعرون أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، ولهذا أقدموا على هذه الخطوة التى ستكلف مصر الكثير، وستضيع رقعة غالية من أرض مصر.
كما أثار القرار ردود أفعال داخل الوسط الثقافى، فعلّق الشاعر شعبان يوسف بأن الدعوة لانفصال النوبة فى منتصف يناير 2013 "مضحكة"، وأن فكرة الاستقلال تلك طرحت منذ بضع سنوات لكنها ذهبت أدراج الرياح؛ لأنها لم تجد المبرر لذلك.
وأشار يوسف إلى أن التمرد والاحتجاج ممكنان، وأيضا النضال من أجل تغيير السلطة ممكن، لكن فكرة الانفصال لم تعد مناسبة للعصر.
وأضاف: إن النوبة مصرية، والنوبى مصرى، ويكفى أن هناك قامات مصرية من المفكرين والمناضلين من تلك الأرض مثل زكى مراد وخليل كلفت.
من جهته رفض رئيس الاتحاد النوبى بأسوان هانى يوسف قرار استقلال النوبة عن مصر فى منتصف يناير المقبل، والذى أقرَّه بعض القيادات النوبية، قائلًا: إنه "لا يجوز انفصال الأصل عن الفروع؛ لأن النوبيين هم أصل مصر وأصحاب الدولة، وليس من المنطق أن ينفصلوا عنها".
وأكد أن النوبيين سوف يستردون حقوقهم بأى طريقة، واختلاف أهالى النوبة مع النظام وجماعة الإخوان المسلمين لن يدفع النوبة إلى الانفصال وترك أراضيهم، لافتًا إلى أن أهالى النوبة مستعدون لخوض المعركة مع الإخوان لاستعادة الحقوق الضائعة.
وهاجم رئيس لجنة المتابعة النوبية بالقاهرة، أحمد إسحاق، القرار قائلا: إن أسامة فاروق الرئيس التنفيذى لحركة "كتالة" النوبية بأسوان الذى يطالب باستقلال النوبة ليست له أى صفة، وهذا الكلام ليس من المنطق، ومن يطالب به ليس له كيان ولا يمثل هيئة.
وأضاف "إسحاق": سنأخذ حقنا بالطرق المنطقية التى تناسب حضارتنا وثقافتنا النوبية، مؤكدا أن النوبة ترفض ذلك التصرف الفردى الذى لا يعبر عن روح الحضارة النوبية.
وأوضح "إسحاق" أن طلبات أهالى النوبة تتمثل فى أربعة مطالب رئيسية: أولها: حق العودة؛ وهى أولوية منطقية لعودة أهالى النوبة لقراهم الأصلية من الأدندان إلى الشلال على الضفتين بمسميات القرى القديمة. الطلب الثانى يتمثل فى: إنشاء الهيئة العليا لتنمية النوبة تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء بمشاركة بعض الكيانات النوبية والأكاديمية.
أما الطلب الثالث فيتمثل فى: وضع خطة خمسية لإعادة توطين النوبيين، وأخيرا: نشر تلك البنود السابقة فى الجريدة الرسمية.
وقال "إسحاق": البلد بلدنا ولنا حق فيها، وكما قال محمد منير: "إحنا قاعدين فى بلدنا واللى مش عاجبه يعزل"، وعلى الرغم من أننا لنا حق ولدينا مظلمة لكننا لن نطالب بذلك الآن حتى يجف دم الشهداء وتقف مصر على أرض صلبة ثم نطالب بحقوقنا.
وأشار "إسحاق" إلى أن اللغة النوبية كانت هى الشفرة التى استخدمت فى حرب أكتوبر، وحاولت إسرائيل استقطاب أى نوبى لفك الشفرة لكن أهالى النوبة وطنيون ورفضوا ذلك.
وكانت الجمعية النوبية للمحامين بالقاهرة، أصدرت أمس الإثنين، بيانًا للتنديد بتهميش رئيس الجمهورية لأبناء النوبة من تعيينات مجلس الشورى، بالرغم من أن قرار التعيين ضم شخصيات من الأحزاب السياسية والقوى الوطنية وشخصيات عامة، بالإضافة إلى اختيار ممثلين عن الأقباط وسيناء ومطروح.
وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعية النوبية للمحامين، منير بشير، أن النوبيين غضبوا من قائمة مجلس الشورى التى لا تضم أى شخصية نوبية، ما يشير إلى أن الدولة ما زالت تهمش النوبيين، وبالرغم من الطعن فى مشروعية مجلس الشورى من حيث تكوينه أو تحصينه، يجب أن يكون به ممثل لأهالى النوبة.
واستنكر بشير استمرار مسلسل التهميش لأهالى النوبة ومنعهم من المشاركة فى الحياة السياسية، مما يُشعر النوبيين بنوع من الاضطهاد السياسى.
وتساءل أهالى النوبة عن أسس اختيار المعينين فى الشورى، هل هم من أصحاب النفوذ والسلطة، أم هناك تنازلات منهم حتى يتم تعيينهم فى تلك المقاعد، جاء ذلك فى بيان الجمعية النوبية للمحامين.
الجريدة الرسمية
عاجل