رئيس التحرير
عصام كامل

باحث أمريكي يفضح دور «واشنطن» في «الربيع العربي».. «برينان»: أوباما استخدم القوة الذكية لإسقاط الأنظمة.. الإدارة الأمريكية استغلت الإخوان لخلع القذافي وإشعال ليبيا وسوريا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تشهد المنطقة العربية اضطرابات غير مسبوقة بدءًا من العراق، مرورا بليبيا وسوريا وانتهاء باليمن، لهذا وضع الباحث الأمريكي "كريستوفر برينان" رؤيته لمستقبل تلك الاضطرابات مستقبلًا في كتابه "سقوط الربيع العربي: من الثورة إلى الدمار".


وأكد "برينان"، أن "واشنطن" هي من صنع "الربيع العربي"، إذ تحاشت إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" نهج سابقه "جورج بوش"، واتبع إستراتيجية تجمع بين القوة الناعمة والقوة الصلبة تعرف بـ "القوة الذكية" تحت ستار "الديموقراطية" و"حقوق الإنسان".

وشدد الباحث على أن ثورة "الربيع العربي" فقدت مصداقيتها منذ اندلاعها، إذ كانت نتيجة انتفاضات كارثية ما أدى لحروب أو مزيد من القمع.

ليبيا
بحسب "برينان"، فإن ليبيا هي أولى الدول التي ذاقت مرارة الثورة، عندما أعلن الناتو بموافقة روسيا والصين في مجلس الأمن على حملة القصف لإسقاط نظام القذافي تمامًا.

وأبرز الباحث الوضع المزري الذي وصلت إليه ليبيا باسم "الحرية" بدءًا من فتح الميليشيات النار في طرابلس على أي محتج سلمي إلى تفشي المخدرات، ووقوع الدولة تحت قبضة الميليشيات القبلية التي تسعى إما للسيطرة على النفط أو السلطة.

وفي الوقت ذاته، اتخذ تنظيم "داعش" الإرهابي ليبيا إلى معقل جديد خارج بلاد الشام.

مصر
وفقًا لـ "بيرنان"، فإن مصر كانت الأصعب على الولايات المتحدة، لأن الهجوم العسكري لم يكن مقنعًا مثل ليبيا، لهذا اتجهت للقوة المدنية لتغيير النظام.

كما أبرز الباحث في كتابه، تخلي الولايات المتحدة عن دعم الرئيس الأسبق "مبارك" وطالب بتنحيه، وعندما تردد "مبارك" في الاستسلام، غضب أوباما، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

والآن، تغيرت لهجة "أوباما"، إذ قال إن الولايات المتحدة لم تخلع مبارك، مضيفًا: "ملايين المصريين خلعوه لعدم رضاهم عن الفساد والاستبداد".

وأكد بيرنان أن تلك الاحتجاجات التي اندلعت في مصر لم تكن نتيجة لخلاف سياسي، ولكن الدور الأمريكي كان يعبئ المتذمرين بكل قوته.

الإخوان وأمريكا
انتهزت جماعة الإخوان الثورة وفوضاها للوصل إلى السلطة وتنفيذ سياستها الإقليمية، وكانت الولايات المتحدة تميل إلى تشكيل شراكة مع حكومة الإخوان في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي.

وأوضح الباحث، أن الولايات المتحدة رأت في الإخوان فرصة تساعدها على الإطاحة بالقذافي في ليبيا وأيضًا الحرب الأهلية في سوريا.

ونقل الباحث عن الصحفي "دان جلازيبروك" ملاحظته، أن الإطاحة بـ "مرسي" عززت الموقف العربي، وأنهت السياسات الانقسامية التي تسببت في إنقسامات دينية كبيرة داخليًا ووضعت حدًا لإحتمالية تورط مصر في تدخل عسكري مباشر بالحرب الأهلية السورية.

لهذا قابلت الولايات المتحدة وصول الرئيس "عبد الفتاح السيسي" للسلطة بذعر وإجراءات عقابية.
الجريدة الرسمية