رئيس التحرير
عصام كامل

الفيديو المسيء للشرطة المصرية


لعل أسوأ ما وصلت إليه الأخلاق هو الاستهزاء، ويا ليت أن ينال الاستهزاء من نفس الفرد، ولكنه امتد ليستهزئ بالشرطة التي تحميه وتفتديه بأرواحها يوما بعد يوم، وهم للأسف نائمون آمنون في فراشهم.


يقضون وقتا يضحكون فيه على هيبة وطنهم، ويسعدون بالنيل من صورته، وكانت التهنئة للشرطة في عيدها بالبلالين التي كتبوا عليها تهاني، ولكنها للأسف في الحقيقة كانت شيئا غير لائق، ولكنه الصراحة أساء إلى المستهزئ وإلى من قاموا بتربيته قبل أن يسيء إلى أمن الوطن.

الجميع نظر إلى هذه الصورة نظرة ازدراء، وعلموا ما وصل إليه البعض، وصل إلى حدود لم نكن نتوقع أن يصل إليها أحد الشباب، معللين بأنهم كانوا يضحكون، وعلى من؟

لن أقول إن على الحكومة أن تقوم بتطبيق القانون وبحزم على كل من تسول له نفسه الاستهزاء بمقدراتنا، ولكني أقول إن على الشعب وعلى كل إنسان لديه قيم ويحترم نفسه قبل أن يحترم وطنه وخرج من بيت مهذب أن يقاطع كل من يسيء إلى الوطن ومن يعملون لحفظه ودرء المخاطر عنه، وكفانا سوسًا ينخر في العظام بحجة الحرية تارة وبحجة الديمقراطية تارة أخرى، وكل الأفعال لا تمت للحرية ولا للديمقراطية بقدر ما نالت من الحريات وطالت الأديان والوطن، وفي النهاية النيل من هيبة الجهات التي تضمن أمانه.

كفى أيتها القلة التي تسيء إلى أبنائنا، فلن أقبل أن يوصف ابني بما قد يوصف به من فعل هذا العمل السيئ، فسيقولون هؤلاء شبابهم وشباب مصر برئ من كل ما يسيء إلى أخلاقهم واحترامهم وقيمهم، ولن يعبر شخص أو اثنان عن شباب مصر جميعا، وإنما يعبرون فقط عن أنفسهم ومن وراءهم وأهلهم وسلوك البيت الذي خرجوا منه إلى المجتمع.

إلى جهاز الشرطة، لا تحزنوا، فهؤلاء موجودون ونعترف بذلك بعدما انحدرت الأخلاق خلال السنوات السابقة، وتبعها انحدار العلم، وأصبح السائد ثقافة السخرية بعدما انتهجت بعض البرامج ذلك الطريق وبمباركة المنتج والمجتمع، وهذا ما أوصلوا مصر إليه وكان المجتمع ينتظر هذه البرامج للضحك، ولكن للأسف الضحك على أنفسنا.

تحيه احترام إلى جهاز الشرطة والجيش وكل مؤسسات الدولة، التي حفظتها وحفظت 90 مليون إنسان من التهجير على الحدود، وحمت الوطن وجازى الله كل من عمل بعمله وكان في ميزانه يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

الجريدة الرسمية