هدى ونادية ونجاة ومريم ومعهم رشيد
نجاة بلقاسم وزيرة التعليم في فرنسا تم تعيينها في التعديل الوزارة الأخير للوزارة الفرنسية.. نجاة امرأة عربية من الريف المغربي وطبعا من المهاجرات المغربيات إلى فرنسا وصلت إلى أعلى المناصب في دولة أوربية غربية استعمارية أمر نتوقف عنده.. كيف وصلت وتكلفت بمسئولية التعليم في الجمهورية الفرنسية.. هذا نجاح وإنجاز..
تعلمت وتفاعلت وانخرطت في المجتمع الفرنسي ودخلت في دروب السياسة والأحزاب في أجواء الحرية والديمقراطية الحقة مع التنافسية الشريفة.. لم يكن هناك كوسة من أي نوع ولم تدفع رشاوى ولم تحصل على أموال بل بذكائها وتعليمها ومؤهلاتها تم اختيارها في موقع المسئولية لتتولى عبء تعليم مستقبل دولة أوربية ديمقراطية عريقة لم يدفعها أمن الدولة الفرنسية أو العسكرية لتكون في هذا المنصب الحساس بل بكفاءتها أصبحت وزيرة.
وكما وصلت نجاة وصل رشيد إلى منصب وزير العمل في الوزارة البلجيكية وكذلك مريم الخمرى وهدى العلوى ونادية سمينات وكل هؤلاء خرجوا من مجتمعات قمعية يحكمها التخلف والاستبداد إلى رحاب العالم الحر الديمقراطي على ما فيه العيوب التي لا نقبلها، ووجدوا أنفسهم في مساواة مع كبراء الدنيا.. فيا له من كبرياء وثقة لا يحظون بها في بلادهم مهما كان لهم من كفاءة وهذا الإهمال المقصود لأن القائمين على الأمور في مجتمعاتهم لا ينظرون إلى المصلحة العامة ولا يهمهم إلا المصلحة الشخصية والأمور المظهرية ويذهب العمل الصالح إلى الجحيم.
«وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا».
هذا قول العزيز الحكيم وتقرأ أيضا بالشدة على الميم.. فهل وصلنا إلى هذا المنعطف.. ويقال إن إبليس أدى ما عليه في هذه المنطقة وقرر أن يتركها هو وقبيله لأنها أصبحت «تمام وجاهزة» لجهنم «طبعا هذه نكتة مصرية»..
ما نقوله لعله يكون حافزا للشباب العربي المهاجر واللاجئ الآن يستهدى به في ظلمات الغربة والمجهول وعليه أن يعرف أن ما كان متعذرا في مجتمعه ليس بالقطع كذلك في المجتمع الحر الذي يفتح أبوابه لكل من يعرف قيمة الحرية وعليه أن يكون دعاؤه الأول والأخير ربي اجعلنى مقيم الصلاة دائم ذكرك قريب منك رب اجعل شعلة الإيمان في قلبي دائمة الضياء.