رئيس التحرير
عصام كامل

النقاب ليس فريضة ولا فضيلة


ما أسوأ أن نختصر الدين الإسلامي في الحجاب والنقاب، وبدلًا من أن يكون دينا جامعا للبشر أصبح على يد من يدعون أنهم فقهاء وعلماء ومن يتبعهم من الناس دينا يدعو إلى التمييز، فمن يفعل الخير ولم يكن مسلمًا أو محجبة أو منتقبة لن يقبل منها الخير، في حين أنهم يؤكدون أن الديانات الأخرى تدعو بالخير والتسامح بين الناس مثلها مثل الإسلام فماذا يفرقنا عنهم؟ وهو سؤال يُفهم منه أنهم يدعون إلى التميز فقط ومحاربة الآخر وقتله وهذه النقطة هي بداية أي إرهاب على وجه الأرض.


وأقول كما قالها إسلام بحيري إن الإسلام هو ديانة التوحيد، والمسلمون هم الموحدون وليس من ينتمون فقط إلى النبي والرسول محمد عليه أفضل السلام.

إذا، فالدين عند الله الإسلام تعني أن الدين عند الله هو التوحيد بالله تعالى.

فلم أجد على وجه الأرض فراقا ونحرا وقتالا بين فئة من الناس كما رأيت بين من يدعون أنهم مسلمون ويفهمون الدين الإسلامي ولو تفرغوا لفعل الخيرات والمعاملات الصالحة لتكاتف البشر جميعًا من كل الأديان لإنقاذ شعوب جوعى وعطشى وإنقاذ الشرية من الهلاك المقبلة عليه بفعل حماقة البشر.

لماذا أصبحنا كلنا حكماء على بعضنا البعض، نرى من وجهة نظرنا عيوب الآخرين ولا نرى عيوبنا.

كيف تصبح سيدة مرتدية "خيمة" سوداء تمشي وسطنا لا نعرف كينونتها، وماذا تخبئ تحت هذه "الخيمة" ونحكم عليها بأنها سيدة فاضلة، وأن النقاب فضيلة.

هل أصبحت الفضيلة نقابًا ولحية وحجابًا؟

لقد رجعنا ألف سنة إلى الخلف نتناحر على أشياء تافهة والغرب الذي نعيبه وصل إلى أبعد من المجرات السماوية، يخترع الدواء لأسوأ الأمراض ويخترع الرفاهية للبشرية، ونحن نناقش النقاب فريضة أم فضيلة.

ألم يعلموننا أن الدين الإسلامي هو دين المعاملة؟ فأين ذهبت المعاملات الإسلامية الحميدة في حياتنا؟ نحن نعيش الكذب والخداع على أنفسنا، متوهمين أننا لا غيرنا أصحاب الفردوس الأعلى.

ولو كانوا يعلمون الناس المعاملات الإسلامية لاجتمع الناس حولنا رافعين رايتنا لأنهم سيدركون حينذ أنها لمصلحتهم، ولكنهم لا يرون غير القتل والذبح والخيم السوداء والمعاملة الجافة، ممن يدعون أنهم أصحاب الفضيلة.

فلكِ الله يا مصر حماك الله ورعاك.

الجريدة الرسمية