رئيس التحرير
عصام كامل

السفسطائيون باسم الثورة والدين


أتذكر ويتذكر كثيرون غيرى أن السفسطائيين هم مَن كانوا يقلبون الحقائق ويدافعون عن الباطل ليبرئوا المجرمين.. ويدينون البرىء، ليحبسوه، وذلك فى عصر سقراط..

وبسبب ما تسببوا فى حدوث توترات فى المجتمع، وقتها قام سقراط بإحراقهم.. نعم قام بإحراقهم لأنهم خطر على المجتمع.. ويا للعجب عندما نشاهد أمثال هؤلاء موجودين فى مصر فى القرن الحادى والعشرين بعد ثورة يناير المجيدة..

فعندما تجد محاميًّا مطرودًا من جماعة الإخوان منذ فترة، بل قامت الجماعة بالتحذير من التعامل معه، يقوم بالسفسطة ليل نهار من أجل مصالح شخصية ليس لها علاقة بالوطن..

وها هو الآن يعتبر نفسه رأس حربة للجماعة التى لفظته.. فالظروف التى تمر بها الجماعة ويمر بها هو شخصيًّا جعلت المصلحة المشتركة تستحق أن يتناسى الطرفان كل ما بينهما من خلافات..

فكيف نصدّق هذا "السرطان"، وهو يذكرّنا بالسفسطائيين الذين يتعمدون قلب الحقائق باستمرار باسم الثورة، وهو بعيد تمامًا عن الثورة وأهدافها وشبابها النقى الطاهر..

وهل هذا السرطان يستحق الحرق أم يريد أن يحرق مصر؟

وعندما نجد رجلًا من المفترض أنه محسوب على التيار الدينى يكذب ليل نهار معتمدًا على مبدأ الضرورات تبيح المحظورات.. فهل نثق فى كلام هذا الرجل لمجرد أن "علامة الصلاة" مطبوعة على رأسه، ونحن على يقين تام أنه يكذب ويكذب ويكذب..

هل مصر تستحق منا أن نصل بها إلى انتشار "السفسطة" فى عصر ما بعد الثورة؟ أضف إلى ذلك كله ما يحدث (عينى عينك كل يوم من دهس القانون بالأحذية)..

فمجرد أنك تكون قريبًا من الجماعة التى تحكم، فهذا وحده كافٍ لكى تقوم بدهس القانون، حتى لو وصل الأمر إلى أن يتم القبض عليك وفى حيازتك مسدس بدون ترخيص.. كيف لا.. كيف لا وأنت تسمع أحد قيادات هذه الجماعة، يقول: "إنهم يفكرون داخل الجماعة بتسليح شباب الجماعة لمواجهة الأخطار.."، ولا ندرى ما هذه الأخطار مع جماعة تحكم وتملك كل ما هو موجود من مؤسسات فى الدولة.. أليس هذا كله بمثابة طريق ممهد لحرب أهلية وحرب شوارع بين المؤيدين والمعارضين..؟

أهذا الذى كنا نتمناه بعد ثورة دفع ثمنها شباب طاهر.. هل من المعقول أن تعمى السلطة العيون بهذا الشكل؟

يبدو أننا سنقول هذا هو المعقول فى زمن اختلط فيه الحابل بالنابل وأصبح كل شىء يسير على الهوى والمزاج.. إذن أنت فى مصر فى عصر ما بعد الثورة..!!

Gebaly266@yahoo.com
الجريدة الرسمية