رئيس التحرير
عصام كامل

"تايم": الغرب يضغط على أوباما لاتخاذ إجراءات حاسمة للإطاحة بالأسد

أوباما وسوريا
أوباما وسوريا

ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية أنه لم تمضِ سوى ساعات قليلة على إعادة انتخاب باراك أوباما رئيسًا للولايات المتحدة حتى بدأ حلفاؤه الغربيون فى الضغط عليه من أجل اتخاذ تدابير أكثر صرامة تجاه الأزمة السورية من شأنها الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقالت المجلة، فى تقرير بثّته مساء اليوم على موقعها على شبكة الإنترنت، إنه على الرغم من أن واشنطن لم تبدِ حتى الآن أكثر من الدعم غير الحاسم لجماعات المعارضة السورية المتفرقة، فإن البعض فى المعسكر الغربى يأمل أن تكون إدارة أوباما أقل خوفًا من المخاطرة، وأكثر رغبة فى تسليح المعارضة السورية بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية.

وأشارت المجلة إلى تصريح رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، أول من أمس "الأربعاء"، فى أثناء زيارته إلى مخيم للاجئين السوريين فى الأردن، حيث أكد أن من الأمور التى سيتحدث فيها مع أوباما بعد فوزه بالانتخابات كيفية بذل المزيد من الجهد لحل الأزمة السورية.

وأضافت المجلة أن وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس، انضم أمس "الخميس" إلى مجموعة الضغط على الرئيس الأمريكى بشأن سوريا، حيث صرّح أن الأمريكيين ابتعدوا قليلًا عن مشهد الأزمة السورية، مؤكدًا أنه سيطالب نظيرته الأمريكية هيلارى كلينتون بالتعامل بشكل أكثر سرعة مع الأزمة السورية، على أن يتبع هذا الطلب محادثات هامة وضرورية بين الرئيسين الأمريكى أوباما والفرنسى فرانسوا هولاند.

وعزت مجلة "تايم" الأمريكية، أسباب التخوّف الأمريكى من تسليح المعارضة السورية إلى احتمالية وصول هذه الأسلحة إلى جماعات تشكّل فى الوقت الراهن جزءًا أساسيّا من الثورة السورية من ناحية وتُكِن العداء لمصالح واشنطن وحلفائها فى المنطقة من ناحية أخرى.

ونقلت المجلة الأمريكية، فى هذا السياق، عن محللين قولهم إن الإدارة الأمريكية لديها الآن قدر أقل من القلق إزاء المخاطرة بتسليح المعارضة السورية، وذلك على عكس ما كانت عليه قبل الانتخابات، حيث سعت إلى تجنب جميع المخاطر الممكنة، غير أن عدم تسليحها المعارضة يأتى فى الوقت الراهن نتيجة لتخوّفها من أن تهدد هذه الأسلحة المصالح الأمريكية، وحلفاء واشنطن فى المنقطة، لا سيما إسرائيل، فى مرحلة ما بعد التخلّص من الأسد.

وقالت المجلة إن كاميرون بدا مؤخرًا أكثر تحررًا فى التصرّف إزاء سوريا عن حليفه أوباما الأكثر حذرًا بشأن التعامل مع هذا الملف، حيث أعلن أول من أمس، أن لندن ستفتح خطًّا للتواصل المباشر مع قيادات المعارضة السورية، وهى الخطوة التى رأى البعض أنها تفتح الطريق أمام المزيد من الدعم القوى لمسلحى المعارضة السورية.

واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن خيار التدخل العسكرى فى سوريا على الطراز الليبى مستبعد، خصوصًا أن روسيا والصين سترفضان إضفاء الصبغة الشرعية على مثل هذا التدخل فى مجلس الأمن الدولى، بينما يتخوّف الغرب من أن يجر هذا التدخل إلى حرب أهلية مفتوحة تعبر آثارها الحدود السورية إلى لبنان والعراق وتركيا، فإن الأنماط الأدنى من التدخل، مثل تدريب وتسليح جماعات المعارضة أو فرض حظر جوى على المناطق التى يسيطرون عليها، تبقى التعهد العسكرى المطلوب بإلحاح من القوى الغربية.

الجريدة الرسمية