رئيس التحرير
عصام كامل

المتاجرون بالثورة.. وأهل الشر!!


لست من أنصار الهجوم على ثورة 25 يناير.. ففيها كل سلوكيات البشر النافع والضار.. الصالح والطالح.. الوطني والخائن.. الصادق والمتآمر.. راكب الموجة الانتهازي الذي سرق جهد الصادقين وروح الثائرين ضد الأوضاع الفاسدة.. لكن ثورة يناير لا ينبغي أن يتخذها البعض محرابًا يتعبد فيه أو ذريعة لإثارة الفوضى من وقت لآخر، وإعادتنا من جديد إلى نفق مظلم أوله صراع وأوسطه تناحر واحتراب، وآخره فوضى وضياع.. فمن منا يرضى بمصير الدول الفاشلة.. ومن يقبل بهدم الوطن وقد نجانا الله من شر مستطير وفشل محقق كان ينتظرنا لولا ثورة 30 يونيو التي هي امتداد طبيعي لثورة يناير واستكمال لها.


ما يردده الآن بعض المرجفين والعملاء والمأجورين والنخبة الضالة من دعاوى البهتان والإفك السياسي، بأن ثمة احتمالات لخروج جديد في ذكرى ثورة يناير، وما يصاحبه من عنف وفوضى واستهداف لدعائم الدولة ومقومات استقرارها، ليس إلا حلقة جديدة من حلقات أهل الشر، الذين لا يكفون عن التربص بمصر بمناسبة وبغير مناسبة؛ لإحداث بلبلة وإشاعة القلق بشعارات زائفة وادعاءات كاذبة، والتشدق بورقة حقوق الإنسان أو الاختفاء القسري دون أدلة يستند إليها هؤلاء المرجفون، وعلى رأسهم البرادعي الخائن الهارب للخارج ومريدوه في الداخل، الذين لفظهم الشعب وكره انبعاثهم وما يدعون إليه من مغالاة وضلالات، جعلت من ذكرى يناير مصدرًا لنفور أغلب المواطنين الذين لم يعودوا يطيقون سماع أسماء هؤلاء المتنطعين المتاجرين بأحلام الشعب وآلامه، الداعين لإعادة إنتاج ثورة جديدة تخصم من رصيد الثورة الأم، وتخلق نفورًا شعبيًا من مجرد الحديث عنها.

وأحسب أن حديث البعض المغالى فيه عن احتمالات العنف في ذكرى يناير القادمة، لا أساس له من الواقع، فالجماعة الإرهابية بل الإسلام السياسي كله صار عاريًا في الشارع بلا مؤيدين ولا أنصار.. ودليلي على ذلك ما حدث في الانتخابات البرلمانية، وخسارة هذا التيار ما كان حصل عليه من أصوات في انتخابات سابقة.. ما يعني أن محاولات التهويل والنفخ في الأحداث المتوقعة درب من المبالغة التي لا تصب قطعًا في صالح الدولة؛ لما تسببه من ارتباك ومخاوف لا وجود لها.. والأحرى بنا أن نعرض عنها، وأن ننطلق بأقصى طاقاتنا للعمل والإنتاج لإعادة بناء مصر التي أفقدتها فوضى السنوات الأربعة الماضية الكثير من مقومات استقرارها. 

ولن أكون مبالغًا إذا قلت إن على الحكومة أن تفتح ميدان التحرير أمام المحتفلين بالثورة وبعودة الاستقرار والحفاظ على تماسك أعمدة الدولة القوية في وجه التآمر ودعوات الفوضى.. وظني أن ذلك سوف يكشف الحجم الحقيقي الهزيل لدعاة الخروج على القانون والقيم وإرادة الشعب، وهم ربما لا يتجاوزون أصابع اليدين.

alyhashem51253@gmail.com
الجريدة الرسمية