رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. 6 مناطق صراع نفوذ بين السعودية وإيران.. البحرين تواجه طهران بدرع الجزيرة.. الرياض تخترق السياج الإيراني بالعراق.. مواجهات دموية باليمن وسوريا.. لبنان ساحة المعركة.. وشيعة السعودية ورقة خامنئي

فيتو

حرب إعلامية شرسة، أعلنتها إيران ضد السعودية عقب إعدام الأخيرة لرجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، ويأتي ذلك ضمن صراع النفوذ في المنطقة بين الرياض وطهران.

وترصد "فيتو" أهم 6 تداعيات تهدد أمن المنطقة بعد إعدام نمر باقر النمر.

1- شيعة السعودية

وتأتي أولى هذه التداعيات التي من الممكن أن تهدد السعودية، في شكل التصعيد الذي تسعى إليه إيران في المنطقة الشرقية بالمملكة، عبر شيعة القطيف والدمام في المنطقة التي تحتوي على غالبية المخزون السعودي من النفط.

وشيعة السعودية ليست شريحة واحدة، فأغلبهم من الشيعة الاثني عشرية، وبعضهم من الشيعة الإسماعيلية، وهناك أقلية صغيرة من الشيعة الزيدية.

وطائفة الشيعة الاثنى عشرية ليست على رأي واحد، فغالبيتها ليس مع وجود تصادم مع الدولة السعودية، والقليل منهم يحمل الطابع التصادمي بدعم إيراني.

ولا يتبع الشيعة الإمامية في السعودية، مرجعية دينية واحدة، كما أن رجوعهم هو رجوع فقهي فقط، ويشترط الأعلمية في نظرهم ليس لها جنسية معينة، فمنهم من يقلد آية الله علي خامنئي (المرشد الأعلى لإيران)، والأكثرية منهم يقلد آية الله علي السيستاني في العراق، ومنهم من يقلد آية الله صادق الشيرازي في قم، أو آية الله محمد تقي المدرسي في كربلاء، أو غيرهم من فقهاء الشيعة.

ومن يتبعون المراجع خامنئي والمدرسي والشيرازي هم أقلية، ويذهبون إلى التصادم مع السعودية، وقفا لتصريحات المرشد علي خامنئي، التي ندد فيها بإعدام النمر وقال: "الصحوة لا يمكن قمعها".

فيما أكد آية الله المدرسي، أن إعدام السعودية نمر باقر النمر "إعلان حرب على المسلمين"، معتبرًا أن تنفيذ الإعدام سيكون بداية النهاية للعائلة السعودية الحاكمة.

2- تسليح الحوثيين

وتأتي الحرب في اليمن ضمن صراع النفوذ في المنطقة بين السعودية وإيران، ويمثل دعم الأخيرة لجماعة أنصار الله "الحوثيين"، أحد أهم أسباب إعلان الرياض تشكيل التحالف العربي لمواجهة الحوثيين في اليمن.

وضبطت قوات التحالف العربي، العشرات من شحنات السلاح المهربة من إيران عبر البحر الأحمر أو بحر العرب، إلى جماعة "الحوثيين"، ومنها أحدث أنواع الصواريخ، بالإضافة إلى وجود خبراء إيرانيين يدربون الحوثيين على القتال.

وفي 30 سبتمبر 2015، أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية، عن ضبط زورق إيراني في بحر العرب، جنوب شرقي مدينة صلالة العمانية، وعند تفتيش الزورق تم ضبط كمية من الأسلحة، كما أوقفت قوات التحالف طاقم الزورق المكون من 14 إيرانيًا.

وتم ضبط عدد من القذائف والصواريخ، تضمنت ثماني عشرة قذيفة كونكورس، وهي صواريخ ضد الدروع، وأربعة وخمسين قذيفة BGM-17 وهي صواريخ ضد الدبابات، وخمسة عشر طقم بطارية للقذائف، وأربعة أنظمة توجيه للنيران وخمسة بطاريات نواظير، وأخيرًا ثلاثة منصات إطلاق وحامل منصة إطلاق وثلاث بطاريات.

وأكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد ركن أحمد عسيري، أن محاولة إيران تهريب أسلحة للحوثيين في اليمن، يعبّر عن حالة الارتباك والإحباط التي أصابتهم، ومن خلفهم المليشيات الحوثية، بعد أن شاهدوا عودة الاستقرار تدريجيًا للشعب اليمني، وفشل مشروعهم الذي أطلقوه منذ عام.

وقال عسيري، في تصريحات لقناة "الحدث"، بعد ساعات من إعلان قوات التحالف ضبط زورق يحمل كمية كبيرة من الأسلحة في بحر العرب، إن قوات التحالف رصدت محاولات تهريب هذه الأسلحة للمليشيات وتم ضبطها، وأشار إلى وجود بعض العمليات الأخرى، ولكن من الأفضل عدم الإفصاح عنها حاليًا - حسب قوله.

3- لبنان ميدان صراع

كما تعد لبنان أحد أبرز ميادين الصراع القوي بين السعودية وإيران، منذ بقاء مقعد الرئيس في لبنان خاليا منذ مايو 2014.

وحمل سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، إيران مسئولية تعطيل الانتخابات الرئاسية في لبنان، موضحا أن ذلك يأتي عبر استخدامها «حزب الله» اللبناني.

وقال جعجع، خلال حوار أجرته معه صحيفة «الشرق الأوسط» الدولية في طبعتها السعودية غداة لقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في جدة: إن «إيران أدت إلى تعطل الانتخابات الرئاسية حتى إشعار آخر، مستخدمة في ذلك حزب الله، وهو الحزب الموجود على أرضه بينما يتلقى أوامره من وراء الحدود وينفذ المطلوب كما ينبغي من الطرف الذي يدعمه ويموله».

4- البحرين

وتعد البحرين جزءا من الصراع السعودي الإيراني في منطقة الخليج، ومنذ 2011 تقف الرياض إلى جانب المنامة منذ احتجاجات ميدان اللؤلؤة بالعاصمة البحرينية، التي أدت إلى تصاعد وتيرة الصراع بين الحكومة والمعارضة التي يغلب عليها الطابع الشيعي.

وتتهم طهران، الرياض دائما بقمع الثورة في البحرين عبر قوات درع الجزيرة، فيما طالبت حكومة البحرين إيران بالكف عن التدخل في الشأن الداخلي الإيراني.

5- سوريا

وكما في لبنان واليمن والبحرين، يعد الصراع السوري جزءا من صراع النفوذ بين إيران والسعودية، وهناك اتهامات متبادلة ما بين اتهامات الرياض لطهران بدعم النظام السوري بقيادة بشار الأسد وقمع الثورة، ترد إيران باتهام السعودية بدعم الجماعات المسلحة، التي تصفها بمجموعات الإرهابية.

وحتى الآن لم يحسم الصراع في سوريا، الذي بدأ التدخل الروسي يقضي على نفوذ الدولتين في الشام.

6- العراق

ويعتبر العراق جزءا من الامتداد الطبيعي لكل من السعودية وإيران، وكما في سوريا هناك اتهامات متبادلة بين الدولتين، إيران تستخدم المليشيات الشيعية كدرع لها في مواجهة السعودية، ودائما تهدد المليشيات الشيعية العراقية المقربة، والمحسوبة على إيران، السعودية بتوجيه ضربات لها، ولكن حتى الآن نجحت السعودية في تفادي التهديدات، وتوجت سياساتها بإعادة افتتاح سفاراتها في بغداد خلال ديسمبر الماضي، بعد 25 عاما من إغلاقها.
الجريدة الرسمية