رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: سوري يروي قصة عبوديته تحت حكم «داعش».. 2015 عام الكوارث والمجازر في العالم.. واشنطن توجه تهمًا إضافية لجار مطلق النار في «سان برناردينو».. حالة تأهب قصوى في لندن وأ

صوره تعبيرية
صوره تعبيرية

اهتمت الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الخميس بالعديد من القضايا الدولية التي كان من أبرزها حالة التأهب القصوي للعواصم الأوربية ليلة رأس السنة.


سلطت صحيفة «ديلي بيست» الأمريكية الضوء على تجربة الشاب السوري محمد الذي عاش تحت حكم تنظيم داعش في سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن محمد اسم مستعار، وعاش في مدينة العشارة بمحافظة دير الزور بشرق سوريا، وذاق جميع أنواع العبودية على أيدي مقاتلي داعش الذي يجوبون الشوارع ويفرضون العقوبات قاسية لكل من يخالف القواعد التي يضعها التنظيم الإرهابي.

ويروي محمد قصته للصحيفة الأمريكية بذكريات مليئة بالألم وعدم شعوره بالأمان بسبب تهديد داعش في العديد من الدول المختلفة بالعالم، ولم يصدق أنه نجا من تنظيم داعش الوحشي ومن القصف الروسي.

ولفت محمد إلى أن المقاتلات الروسية قصفت مدينته بعد هروبه إلى تركيا، ودمر العديد من المنازل، معربًا عن حزنه لقتل طفلة جيرانه في عامها الـ15 جراء القصف.

وأوضح محمد أن داعش يلجأ للعديد من الحيل للسيطرة على القرى والمدن وكان من بينها إرسال مقاتلين للاجتماع بوجهاء المدينة للتفاوض معهم وعندما يبدأ الاجتماع يهدد أحد عناصر داعش بتفجير نفسه في الحال إذا لم يقبلوا بشروط التنظيم، ويهدد التنظيم أيضًا بعمليات ذبح إذا لم يقبل سكان المدن أو القرى بشروطه، ومن خلال هذه الحيل استطاع داعش السيطرة على مدينة العشارة في أغسطس عام 2013.

وأضاف محمد أن داعش تسبب في ارتفاع تكاليف المعيشة على سكان مدينته، وفرض عليهم دفع ضرائب شهرية لقاء تقديم خدمات ضعيفة في حين لا يتجاوز الدخل الشهري للأسرة 90 دولارًا، وكل أسرة كانت تدفع 4.5 دولارات ضريبة شهرية للكهرباء التي نادر توافرها، وضريبة الغاز كانت 8 دولارات شهريًا، والهاتف الأرضي 2.2 دولار، وكانت عناصر داعش التي تحصل الضرائب عديمي الأخلاق وغير متدينين وسيئون ومفسدون للغاية.

وكشف محمد عن معاناة التنظيم الإرهاب من مشاكل مالية أثرت في أجور مقاتليه، ففي سنة 2014 كان المقاتل يتقاضى شهريًا 400 دولار، لكن هذا الأجر انخفض الآن إلى 200 دولار.

تتنوع العقوبات التي يفرضها داعش على سكان العشارة بدءا من الغرامات المالية مرورا بالأعمال الشاقة والجلد وانتهاء بالإعدامات، فعقوبة التدخين تتضمن غرامة مالية وحبسًا لمدة أسبوع مع الأعمال الشاقة، مع عدم وجود قواعد محددة للمخالفات، فالعقوبات يتم تنفيذها وفقًا لمزاج مقاتلي داعش، وتضمنت الإعدام في ساحة عامة لكل من يتهم بالخيانة لتعامله مع الغرب أو الحكومة.

ويرى محمد أن مقاتلي داعش مرضى نفسيون، وكان يأمل سكان العشارة خروج التنظيم من مدينتهم ولكن الآن يأملون بالفرار من المدينة.

عام الإرهاب


قالت صحيفة التليجراف البريطانية: إن عام 2015 كان عاما سيئا، عام المجازر والحداد واللاجئين، فمنذ بدايته العام ارتدي الغرب شارة سوداء لباريس وفي نهاية العام ارتدي شارة سوداء للحزن الذي خيم على المدينة مرة أخرى.


وأشارت الصحيفة إلى إن خلال عام 2015 لم يمر أسبوع واحد دون إن يتعرض مكانًا واحدًا في العالم لهجمة إرهابية أو حوادث قتل جماعي أو بكل بساطة رجل يطلق النار من مسدسه على سائحين كما حصل في منتجع سوسه السياحي في تونس، وفي نيجيريا جماعة بوكوحرام التي ذبحت الآلاف من الناس، واستغلال بوكوحرام لطفلة في سن العاشرة لتنفيذ هجوم انتحاري بلف حزام ناسف على وسطها ما أدي إلى قتل 19 شخصا في بلدة مايدوجوري.


ولفتت الصحيفة إلى أن عام 2015 اتسم بالقسوة وانتهاك للقواعد الحضارية، الذي كان متمثل بشكل مروع في تنظيم داعش الذي أحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة وهو حيا بعد وضعه في قفص حديد وأشعلوا فيه النيران.



وأضافت الصحيفة إن أول اخبتار لقيم الحضارة الأوربية وحرية التعبير والمساواة والتسامح كان في 7 يناير عندما انفجر شقيقين ملثمين في مكاتب مجلة تشارلي إبيدو الفرنسية وقتل في الحادث 12 شخصا من بينهم 5 عباقرة ورسامي الكاريكاتير، وهتف المسلحون بعد الهجوم "انتقمنا لشرف النبي"، ولقد تعرض شرق باريس لهجوم إرهابي على سوبر ماركت كوشير وقتل 4 رهائن وأحد الإرهابيين المشاركين في الهجوم.



ونوهت الصحيفة إلى أن العالم وقف وقفه تضامنيه في باريس لمكافحة الإرهاب وشاركها في مختلف قادة العالم نحو 40 زعيما من زعماء العالم وكان من بينهم رئيس الوزراء البريطاني ديفدي كاميرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.



وتري الصحيفة إن بريطانيا لم تكن محصنة من الإرهابين، وأكد ذلك ظهور الجهادي جون، محمد الموازي الذي ظهر في تنظيم داعش يقطع رءوس الرهائن وهو ملثم وملئت صوره في الصحف البريطانية بأنه رمز من رموز التنظيم الإرهابي.


وأوضحت الصحيفة أن الخطر الذي تواجه أوربا لم يكن خطر الإرهابيين في الداخل وانما أيضا هددت اليونان الأنسجام الأوربي بالديون المثقلة وفرض خطة للتقشف ما يزيد من معاناة اليونانين، وكانت عواقب إبقاء اليونان في منطقة اليورو سيئة وتركها كان سيكون الأسوأ.


ولفتت الصحيفة إلى عمليات الهجرة الجماعية التي فاقت أعداد حركة الهجرة في الحرب العالمية الثانية، وإعلان ميركل استقبال اللاجئين، روفض العديد من الدول استقبال المهاجرين ولكن بعد غرق الطفل ايلان الكردي تغير موقف بعض الدول وأعلنت قبولها لاستقبال مزيد من اللاجئين السوريين.


وأضافت الصحيفة إن العديد من الشباب الأوربي توجه إلى الأنضمام لتنظيم داعش في سوريا والعراق، وكان من بينهم العديد من البريطانيين حيث اكتشف بريطانيا ارتفاع التشدد في بلادها والعديد من المسلمين رفض إجراءات مكافحة الإرهاب ضد المسلمين التي لم تميز بين المسلم السلمي والاخر الذي لديه ميول متطرفة.

اتهامات بالإرهاب


ذكرت صحيفة "التليجراف" البريطانية أن إنريكي ماركيز، أحد جيران مطلق النار في سان برناردينو، سيد رضوان فاروق وتاشفين مالك وجه إليه تهمة الإرهاب، لتوفير الأسلحة للقيام بالهجوم الإرهابي الذي راح ضحيته 14 شخصًا في ولاية كاليفورنيا.

وأوضحت الصحيفة أن ماركيز اتهم بثلاث تهم وهما التآمر لارتكاب عمل إرهابي، وشراء سلاح ناري بشكل غير قانوني، وارتكاب عملية تزوير تتعلق بالهجرة، فيما يتعلق بزواجه الصوري من امرأة روسية من قريبات فاروق، ثم أضيف له تهمتين أخريين وهما، الإدلاء بأقوال كاذبة عندما اشترى أسلحة استخدمت فيما بعد في الهجوم الذي وقع في ديسمبر، والاتهام الثاني بتوفير معلومات غير صحيحة بشأن وثائق الهجرة لزوجته.

وأضافت الصحيفة إن ماركيز "26 عاما" اعتنق الإسلام قبل 10 سنوات، في سن الـ16 عاما وبعد 4 سنوات كان يقضي معظم وقته في منزل فاروق وتعلم قراءة واستماع القرآن ومشاهدة المحتوى الإسلامي المتشدد الذي يتضمن تعليمات من تنظيم القاعدة وكيفية صنع قنابل.

ولفتت الصحيفة إلى أن ماركيز اعترف بأنهم خططوا لوضع قنبلة في طريق مزدحم ما يؤدي لوقف المارة ثم إطلاق النار على الركاب واصطيادهم واستهداف الشرطة.


حالة تأهب قصوى


أعلنت المملكة المتحدة حالة التأهب في العاصمة لندن ونشر غير مسبوق للضباط المسلحين وسط تحذيرات من شن هجوما أرهابيا على العواصم الأوربية.


وأشارت صحيفة ديلي ميل البريطانية إلى إلغاء شرطة سكوتلانديارد إجازة أكثر من ألفين ضابط من رجال الشرطة في احتفالات رأس السنة وهي المرة الأولى التي تتخذ فيها السلطات مثل هذه الخطوة، ويأتي ذلك وسط تحذيرات استخباراتية إن الإرهابيين يخططون لشن هجوم إرهابي على العواصم الأوربية على الرغم من عدم وجود معلومات محددة من استهداف بريطانيا.


ولفتت الصحيفة إلى أن مسئولون في بروكسل أعلنوا عن إلغاء الاحتفالات بالعام الجديد وأعلنت حالة التأهب اقصوي في بلجيكا تحسبا لوقوع هجوما إرهابيا على غرار الهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس.

وأضافت الصحيفة إن نيويوركك نشرت 6 آلاف ضابط شرطة لتوجه مليون شخص للاحتفال بليلة رأس السنة، بينما بريطانيا أجرت مسح لشوارع العاصمة، وحثت السلطات على المواطنين على الاطمئنان بنشر القوات وعدم القلق من نشرهم.

ونوهت الصحيفة إلى تكثيف الشرطة النمساوية الإجراءات الأمنية في فيينا ومدن أخرى بعد تلقيها تحذيرا بوقوع هجمات محتملة، وفي موسكو سيتم إغلاق الساحة الحمراء للمحتفلين وسط تصاعد المخاوف الأمنية، وفي باريس نشر 650 ضابطا مدجج بالسلاح ومدرب جيدا لكشف عن مؤمرات إرهابية، ونشر 20 ألف ضابط لترصد الهواتف الذكية التي تسمح للشرطة نقل المعلومات بسرعة عن التهديدات المحتملة، بجانب نشر وحدة من خبراء المفرقعات المتخصصة في التهديدات الكيميائية والبيولوجية، وسيتم نشر كلا بوليسية وأجهزة كشف عن الإشعاع.
الجريدة الرسمية