رئيس التحرير
عصام كامل

الأمل واستغلال الوقت


على مشارف سنة جديدة، ندعو الله أن تكون سنة خير وسعادة وبركة على الجميع، تحققون فيها الآمال والأحلام، وأن تكون أفضل من العام الماضي.

الأمل هو كل شيء، بل الأمل هو الحياة في حد ذاتها، فالأمل في غد أفضل هو أكبر دافع للعمل، أملا في تحقيق الهدف، وكلما كان لدى الجميع أمل كانت لديهم حياة، فالأمل يدفع الإنسان نحو الإيجابية، واليأس والإحباط يولدان عند الفرد شعورًا بالهزيمة والتراجع والخوف.

سنرى مصر بخير، ما دمنا نؤمن أن هناك خيرًا، ونراها صالحة عندما نقرر أن نهب أنفسنا للصلاح، بالعمل الصالح وليس بالقول فقط.

أيها الشباب أين طاقاتكم، وأين تودون أن تقضوا ما تبقى من حياتكم حتى يشيب الشعر، فكما كبرنا ستكبرون، وكما ندمنا على ما ضاع من حياتنا دون استغلال فيما هو أفضل ستندمون أيضا، على كل دقيقة ضاعت دون استغلال أمثل.

علينا أن نقوم بالعمل الجاد وألا نترك أنفسنا للجلوس على الكافيهات، الاسم المُحسَّن للقهاوي، وقضاء أعمارنا ما بين الحديث إلى بعضنا أو النظر في الهاتف المحمول أو النظر إلى المارين في الشارع أو النظر إلى حالنا.

على العاقل أن يفيق إلى ما تجري به السنون، يوما بعد يوم، تنقضي الحياة، وكل يوم يمر بنا يبعدنا عن البداية ويقربنا إلى النهاية، وما نريده من الله أن تكون النهاية على خير يرضاه الله.

العمر يمر أسرع مما نتوقع، فالبعض يرى أنه أيام والبعض يراه شهورا إلا أنني أرى - كلما شغلتني الحياة وكلما قمت باستغلال الوقت من أجل ترك بصمة على الدنيا بصمة خير لإعمار الأرض - العمر ثواني.

أدعو الله أن يعي الناس لأعمارهم التي هي أوقاتهم، ويقوموا باستغلالها فيما يحقق رضا الله عنهم ورضا الخلق وليعمل كل منا لذكراه وليتذكره من عرفوه بالخير إن كان حيا وبالدعاء، إن كان في ذمه الله فلنعمل عملا صالحا ولنستغفر الله عما انقضى من أعمارنا فيما لا يرضاه الله عنا.

يقول الله تعالى:
"جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّه "
صدق الله العظيم.. البينة آية رقم 8

الجريدة الرسمية