الوزير الأول والأسقف الأول
في رسالته إلى الشعب البريطاني بمناسبة عيد الميلاد أكد زعيم حزب المحافظين وزعيم الأغلبية ورئيس وزراء الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس أن بريطانيا دولة مسيحية ذات قيم، وبهذه القيم تحتوى كل الأديان، وتدعو إلى السلام، وفى نفس المناسبة صرح أسقف كاتنبرى جوستين ولبى، وهو الأسقف الأول لكنيسة إنجلترا بأن المسيحية مهددة في الشرق الأوسط، مهد ديانة المسيحية بسبب داعش، وهذه الأيام تشبه أيام هيرودس عند ممات المسيح حسب اعتقادهم.
المعروف أن ديانة إنجلترا تسمى كنيسة إنجلترا Church Of England ويدين بها إنجلترا وبعض من ويلز ومناطق أخرى من أوروبا ولا تدين بها إسكتلندا لأنهم كاثوليك ولا يعترفون بكنيسة إنجلترا أصلا.
والمعروف أيضا أن المحافظ الأعلى للكنيسة البريطانية هو الملك أو الملكة وأن أسقف كاتنبري هو بمثابة البابا، وهذا كله جميل.. لكن المريب والمدهش أن كلمات كاميرون لم يلتفت إليها الإعلام المصرى، مع أنه ملأ الدنيا صراخا وعويلا عندما أطلق نفس زعيم بريطانيا تصريحًا يخص الأمن وحقوق الإنسان، وتم تحريفه ليناسب حالة القمع ويضرب به المثل حتى بين العبيد.. ها هو الوزير البريطاني الأول الحاكم الفعلى المملكة المتحدة يؤكد ديانة دولته المسيحية ويفخر بقيمها التي وضعت في عهد عيسى عليه السلام.
وهذا هو الأسقف الأول يبدو تخوفه من احتمال زوال المسيحية من الشرق الأوسط.. لماذا أهمل الإعلام المأجور هذين الأمرين... لماذا لا نفخر بإسلامنا كما يفخرون بمسيحيتهم وأن إسلامنا يحترم بل يعترف بالمسيحية.. لماذا لا نقول إن المسيحية في الشرق الأوسط هي جزء لا يتجزأ من أرض وتاريخ وثقافة الشرق ولا يمكن أن تزول.. البابا يقر ويعترف بأن المسيحية جاءت من الشرق بعد أن كادت تضيع أصولها الشرقية.
يجب أن تكون الكرازة المرقسية هي الكنيسة الأولى في العالم كما كانت لأنها أقدم كنيسة على ظهر البسيطة بدلا من الفاتيكان ويجب أن نعمل على هذا وتستعيد الكنيسة المصرية ريادتها الأفريقية والعالمية.. يجب أن نقدم الإسلام والمسيحية كما يجب إلى العالم وهذا أمن قومى آخر قبل أن يتكالب علينا من لا يخاف الله ولا يرحمنا.
وصلاة الله وسلامه على سيدنا محمد وسيدنا عيسى "ما قلت لهم إلا ما أمرتنى به" في ذكرى مولديهما الشريفين.