رئيس التحرير
عصام كامل

عندما تتحول حرية الرأي إلى معول هدم (1)


الفهم الخاطئ للحرية والإفراط في استخدامها بغير رشد، هو عدوها الأول، فالأصل في الحرية أنها بلا حدود.. لكن لا بد لها من ضوابط تحكمها.. تعصمها من الشطط والزلل والتطرف.

نعم التطرف في حرية الرأي والتعبير يجعل الكلمة معول هدم، والصورة معول نهش للخصوصية، وإهدار حرمة الحياة الخاصة.. فليس كل ما يُعرف يقال بالضرورة.. والله لا يحاسب النفس على ما يجول بخاطرها ولكن بما خرج على لسانها وبلغ حد الإيذاء.. ومع غياب التقييم عن الإعلام وانقطاع المحاسبة، بلغ التجاوز مداه حتى صار كالحبل الذي ترك على الغارب، لكي يشنق به المتجاوزون إعلاميًا أنفسهم، وغيرهم من أبناء المهنة المفترى عليها..

لا شك أن إعلامنا ليس في أحسن حالاته للأسف، ولعل استطلاعًا علميًا للرأي تجريه مراصد الاستطلاع المفقودة في أيامنا هذه، يدلنا بوضوح كيف أن عام 2015 سجل أسوأ أداء لهذا الإعلام منذ ثورة 25 يناير، وأن غضب الشعب المصري من برامج التوك شو وصل إلى حد المقاطعة.

وإحقاقًا للحق، فإن هناك أربعة برامج للتوك شو على الأكثر تلتزم بالمهنية والمصداقية والموضوعية والوطنية، وهي بالترتيب برنامج 360 درجة الذي يقدمه الإعلامي أسامة كمال.. وبرنامج هنا العاصمة الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي، وبرنامج يحدث في مصر للإعلامي شريف عامر.. ثم البرنامج الأحدث وهو جملة فعلية الذي يقدمه الإعلامي نشأت الديهي، وهو برنامج هادف ومختصر، مفيد سهل الوصول للمشاهد، متعدد اللقطات، أتوقع له انتشارًا ونجاحًا أكثر في عام 2016.

ولا بد هنا أن نسجل أن برنامج "مفيش مشكلة" الذي يقدمه الفنان الكبير محمد صبحي، فاق كل برامج التوك شو مشاهدة وتأثيرًا، ووصل إلى قلوب الناس جميعًا، ويساهم بقدر كبير في عرض المشاكل والأزمات التي تمر بها مصر، وفي نفس الوقت تقديم الحلول بطريقة سهلة.

ونكمل غدًا..
alyhshem51253@gmail.com
الجريدة الرسمية