رئيس التحرير
عصام كامل

في أول حوارته التليفزيونية.. البابا تواضروس: ضد كوتة الأقباط.. والجنس سبب إسلام القاصرات.. و"طلاق الأقباط" قابل لإعادة النظر

البابا تواضروس الثانى
البابا تواضروس الثانى

أجرت قناة "سي بي سي" أول حوار تلفزيوني طويل للبطريرك الجديد البابا (تواضروس الثاني بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية).

الحوار أجرته الإعلامية لميس الحديدي، وأذيع على الهواء من داخل دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون؛ حيث يجلس البابا الجديد حتى تنصيبه في الثامن عشر من نوفمبر الجاري.

قال البابا تواضروس إنه لم يكن يخطر بباله أن يصير البابا ويجلس على "كرسي مارمرقس"، مشيرًا إلى أن السعي للمناصب يعتبر خطيئة في عرف الرهبنة.

وأضاف أنه يرى أن المرشحين المنافسين أفضل منه، وأن الأنبا رفائيل إنسان (مبارك)، وأنه رسم أسقفا في نفس اليوم، وأن الأنبا رفائيل أفا مينا تلميذ البابا كيرلس ولا يقل عنه، مؤكدًا أنهما عملاقان.

وردًا على سؤال لميس له حول من الذي أخبره بخبر اختياره في القرعة الهيكلية، قال إنه كان يصلي في الدير وأن بقية الرهبان كانوا يتابعون القرعة على التلفزيون حتى فوجئ بالرهبان وبعض زوار الدير يلتفون حوله ويهنئونه، وقد وصف البابا الجديد مشاعره في ذلك الوقت بأنها مشاعر عدم تصديق وعن رد فعله بعد التنصيب، قال: "انهمرت دموعي"، فسألته لميس الحديدي هل هي دموع الفرحة؟ فقال: "بل هي دموع الشعور بعدم الاستحقاق".

وعن نية الرئيس مرسي حضور حفل التجليس أعرب البابا تواضروس عن ترحيبه بذلك قائلًا: "إن هذا هو أول حفل تنصيب في تاريخ مصر يحضره رئيس الجمهورية"، معربًا عن تقديره لحرص الرئيس حضور هذه المناسبة، قائلًا: "المحبة حاجة غالية وأشكره على حضوره، ولن تكون جلسة طلبات لكن ستكون جلسة أمنيات، سأتمنى له أن يقود المركب بطريقة تحقق الخير لمصر كلها"، وأنه مقدر للتحديات التي تواجهه".

وحول أول قرار سيصدره، قال: "ترتيب البيت من الداخل"، مشيرًا إلى أنه سيعيد تنظيم نظام السكرتارية، فقاطعته لميس الحديدي متسائلةً: " لماذا كانوا يقولون عن قداستك أنك المرشح الإداري؟"، فحكى لها عن دراسته للإدارة في أكثر من مجال كان من ضمنها دراسته للقيادة المسيحية في سنغافورة، مضيفًا: "أن دراسته الصيدلة علمته الدقة وقياس كل شيء بمعايير.

وقال أنه سيبقي على السكرتارية التي اختارها الأنبا باخوميوس، وسيضيف إليهم سكرتير جديد، رافضًا توصيف لميس الحديدي سكرتارية البابا شنودة بالحرس القديم، وقال إن التوصيفات في الكنيسة تختلف.

وأعلن البابا تواضروس أن سكرتاريته ليس شرطًا فيها أن تكون ثابتة إلى مدى الحياة، وجائز جدًا تغييرهم لأن تغيير (الدماء) مطلوب من وقت لآخر.

وحول ملف طلاق الأقباط ولائحة ٤٨، فجر البابا الجديد مفاجأة عندما قال: "إن كل شيء قابل للدراسة وإعادة النظر، وإنه يجب الوصول لحلول تريح الناس، لكن كله حسب الإنجيل وبعدم كسر أي من قواعد السيد المسيح".

وعن لائحة ٣٨، فقد وصفها بأنها لائحة علمانية ويمكن إعادة مناقشتها.

وردًا على سؤاله عن رأيه في لائحة ٥٨ التي تم انتخابه على أساسها، قال: "إنها لائحة لا امتداد لها خارج مصر ملمحًا إلى إمكانية إعادة النظر فيها".

 

وعن دور الكنيسة في المجتمع، قال: "إن الكنيسة دورها الأول هو دور روحي، وهدفها الأول والرئيسي مساعدة الإنسان على أن يكون له نصيب في السماء، ودورها الاجتماعي أساسه أنها تحب المجتمع"، مؤكدًا أن هدفه مساعدة المجتمع وليس تمزيقه.

ولم يبد البابا تواضروس مرحبًا بفكرة خضوع تبرعات الكنيسة لمراقبة الجهاز المركزي لمحاسبات؛ معللًا بأن تبرعات الناس تأتي في إطار تطبيق مبدأ (دفع العشور)؛ حيث أن المسيحي مطلوب منه أن يدفع عشر دخله للفقراء، وهو أحد أشكال العبادة.

وتساءل تواضروس عن سبب المشكلة التي يتسبب فيها بناء الكنائس، قائلًا: "لماذا موضوع بناء الكنائس يسبب صداع في رأس المجتمع؟".

وبالرغم من تأكيده على أن حصر تعداد الأقباط هي مسئولية الدولة وليست الكنيسة، إلا أنه قال إنه يعتقد أن نسبة الأقباط في المجتمع تتراوح بين ١٥ و١٧٪، موضحًا أن الكنيسة لديها تعداد المواليد من خلال وثائق معمودية الوفيات، كما يمكنها حصر الوفيات من عدد الجنازات، و"كلها مناسبات لا تقام إلا في الكنيسة".

وأكد تواضروس أنه يجد وجهًا للقلق من الإدارة الجديدة، مطالبًا من يحكم أن يحكم بالعدل، معقبًا: "إن الثورة لم تكمل مشوارها بعد، فقد مر عليها سنتان فقط، والثورات تحتاج إلى فترة أطول لتحقيق أهدافها".

وأضاف البابا الجديد أن مايقلقه في الدستور هو التلميحات الدينية والتلويح بمواد دينية، معربًا عن تمنيه بأن تخاطب كل مواد الدستور المواطنة المصري فقط، ولا تخاطب أي مواطن على أساس دينه؛ حيث أنه سيأتي اليوم الذي سيقف فيه كل إنسان أمام ربه ليحاسب فالدين علاقة شخصية بين العبد وربه.

وعن توصيفه لهجرة الأقباط المتزايدة، قال: "إنهم خائفون"، مؤكدًا أن الهجرة قرار فردي، وأن على المجتمع أن يقدم تطمينات للأقباط، موجهًا رسالة للأقباط قائلًا: "بلادنا غالية علينا ومصر وطن عاش فيه السيد المسيح والتراث له قيمة وغالي علينا".

وردًا على سؤال الإعلامية لميس الحديدي حول تهجير الأقباط قال: "إن الدولة عليها أم تحمي كل رعيتها"، مؤكدًا أن حق الأقباط في السكن هو حق على الدولة أن تكفله وليس الكنيسة، لكنه عاد والتمس العذر للدولة حيث أن الأمن بشكل عام لم يكن مستتبًا في البلد".

رفض البابا تواضروس دعاوى بعض أقباط المهجر بتدويل القضية القبطية، لكنه قال: "إن أقباط المهجر مصريون"، واصفًا القبطي المهاجر بأنه امتداد لمصر وشرح رفضه لتدويل مشاكل الأقباط بأن المصريين عائلة واحدة ومشاكل العائلات المحترمة لا تخرج خارج البيت.

ورفض البابا فكرة نسب تمثيل الأقباط في بعض المجالس قائلًا: "يجب أن ينظر للأقباط مثل بقية المصريين وأن يكون معيار التميز هو معيار الكفاءة فقط".

وحول أزمة مطرانية شبرا الخيمة، طالب البابا بأن تحل بالقانون وليس بشيء آخر إلا القانون.

وفي النهاية قال البابا الجديد تواضروس الثاني أنه يعتبر نفسه بابا لكل المصريين، وأنه يعتبر نفسه خادمًا لكل الشعب.

وفي لقاءه خلال برنامج "العاشرة مساءً"، قال البابا تواضروس الثاني في حواره مع الإعلامي وائل الإبراشي على شاشة "دريم 2" الفضائية، "إن اختفاء الفتيات القبطيات تسبب في أزمة كبيرة للأقباط متسائلًا: (لماذا الفتيات القبطيات هن اللاتي يختفين، وأنه ليس من المعقول أن تختفى الفتيات القاصرات بهذا الشكل)".

وأضاف أنه يجب إعادة الفتاة القاصر التي تتغيب الى أسرتها مهما كان الأمر، فيما اعتبر أن أزمة اختفاء الفتيات سببها القانون والمجتمع الذي يشوه العائلات والأٌسر، مشددًا على أنه يجب أن يسن قانونًا يحد من هذه الأزمة؛ بحيث يكون فاصلًا وقاسيًا في نفس الوقت.

وعن اختفاء وفاء قسطنطين، قال تواضروس للإبراشي: "بخصوص وفاء قسطنطين يجب الرجوع للنائب العام، ووفاء قالت في التحقيقات (أنا ولدت مسيحية وسأعيش مسيحية وسأموت مسيحية وإن من يردد كلامًا غير ذلك عليه أن يعود للنائب العام للتحقق من ادعاءاته)".

وقال إنه يرفض الدعوة التى يطلقها الأقباط بتخصيص (كوتة للمسيحيين) قائلًا: "الوقت غير مناسب الآن، والمجتمع يجب أن يكون مهيئًا لاندماج بعضنا البعض، ولعلاج الأزمات التي تحدث بين الأقباط وإخوانهم المسلم".

وأضاف البابا تواضروس الثاني، أن إختفاء القاصرات القبطيات وإسلامهن سببه الحب والجنس، لافتًا إلى أن علاقات الحب التي تنشأ بين القبطيات القاصرات والشباب المسلم، هي السبب في اختفائهن عن أسرهن، ومن ثم إسلامهن في مصر.

واستطرد بـ: "أنه على الدولة أن تبحث عن قانون يضمن عدم اختطاف أو غياب القاصرات عن أسرهن، وبالتالى يضمن أيضًا إعادة الفتاة القاصر التي تتغيب إلى أسرتها مهما كان الأمر".

وفي سياق أخر، قال البابا: "إن اختيار المسئول الحكومي يجب أن تحكمه الكفاءة والانضباط، وليس شرطًا أن يكون مسلمًا أو مسيحيًا"، لافتًا إلى أن ديانته لاتعنيه بقدر أن يكون إنسانًا كفئًا".

الجريدة الرسمية