مكرم المنياوي.. أول قبطى يمدح النبى لـ«فيتو»: مدح محمد والمسيح ينشر المحبة والسلام
اعتاد المطرب الشعبى القبطى مكرم جبرائيل غالى وشهرته مكرم المنياوي، مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته في حفلاته. «مكرم» المنتمى إلى قرية صفط شرف بمحافظة المنيا، يرى في مدحه للرسول رسالة سلام بين المسلمين والاقباط.
بعد أن بدأ «مكرم» مشواره في المدح منذ الـ17 عاما من عمره ألف أكثر من 300 شريط كاسيت،، وورثه أبناؤه وشقيقه.
يمتنع «مكرم» عن إحياء الموالد في شهر رمضان ويمدح رسول الإسلام وآل بيته ويصوم الشهر الكريم من فجر اليوم حتى أذان المغرب، ويستمع إلى القرآن الكريم، ويستشهد بالأحاديث النبوية في مدحه.
تحول مكرم إلى مدرسة فنية شعبية درس بها نجليه ماهر وهانى ومن ثم شقيقه عيسى الذي بدأ يتغنى بذات مواويله وصار على منواله أخوه، ومن بعدهم العديد من الأجيال الأخرى بالعديد من مراكز محافظة المنيا التي تنتهج ذات النهج وتسلك سبل الفن الشعبى بمدرسة مكرم المنياوي.
داخل منزل مدون عليه عبارة «هذا من فضل ربي» يقطن الفنان القبطى مكرم المنياوى بإحدى قرى مركز المنيا، ولقبه البعض بشيخ المداحين بمحافظة المنيا، وأشتهر بمدحه للنبى محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته.
وقال «مكرم» لـ«فيتو»: «بدأت رحلتى الفنية وانا أبلغ من العمر 17 عامًا، والدى كان غير مقتنع بالفن الشعبي، لذلك رفض فكرة أن أقوم بالمدح لكننى عزمت على ذلك، وكنت اهرب من المنزل كى أتمكن من إحياء الموالد والحفلات».
وأضاف: «في الارياف يعتبر البعض أن المغنى والفن الشعبى شيء تافه وعار، وواجهت حربا شرسة وكان والدى يعاقبنى على ذلك».
وتابع «مكرم»: «أول موال أديته كان موال الزمن الذي تحدث عن الصاحب وكان ذلك في عام 1967»
واستكمل الفنان القبطي:«أول من شجعنى على الفن الشعبى فنان اسمه أبو المصرى عبد الرازق من عرب سمالوط وكنت حينها طفلا صغيرا أذهب إلى السامر كى استمع إليه».
وأكد أن أول حفل تم استقباله فيه بفرحة غامرة هو الفكرية بأبو قرقاص بشارع الجمهورية في جنوب محافظة المنيا والثانى في مركز طما بسوهاج.
وأكد مكرم أنه لم يعتنق الإسلام، وأنه مسيحى مشيرا إلى أن الإسلام دين سماوى يدعو للسلام، وأشار إلى أنه من خلال مدحه للنبى محمد صلى الله عليه وسلم والسيدة العذراء والمسيح عليه السلام، ينشر السلام والمحبة بين ابناء الوطن الواحد.
وقال «مكرم»: «ترددت أيضا بعض الشائعات عن تدخل الكنيسة للاعتراض على مدحى للرسول الكريم، لكن ذلك لم يحدث، ويتعجب البعض من مدح قبطى لرسول الإسلام لكنى أشعر بالسعادة حينما أجد جمهورى سعيدا بمدح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم».
واستطرد قائلا:« يتعجب البعض من صيامى مع المسلمين في شهر رمضان إلا أننى تعودت على الصيام منذ الفجر وحتى المغرب لمدة 10 أيام، وأتناول الإفطار مع أحبتى من المسلمين، وحينما يتصادف وجودى بالقاهرة اتناول إفطارى في الحسين، كما اننى أمتنع عن إحياء الأفراح والليالى في شهر رمضان احترامًا لمشاعر إخوانى وأهلي المسلمين».
وأضاف: «الأديان جميعا لله، فالله قادر على أن يجعل العالم أمة واحدة لكنه اختار لها أديان مختلفة».
وتابع: «ورث نجليَّ ماهر وهانى المدح النبوى عنى فأصبح لهما جمهورهما الخاص ويحييان العديد من الحفلات والموالد الشعبية بعدد من المحافظات».
وقال مداح الرسول: «أحييت العديد من الموالد في المحافظات منها مولد سيدى العارف بالله وسيدى حسن الشاذلى والفرغل في أبوتيج وجلال في أسيوط وموالد السيدة العذراء في سمالوط وأسيوط والسيد البدوى والحسين».
وأكد أن هناك عددًا من الموالد كان يحضرها أجانب، مضيفًا: «في بعض الحفلات التي أحييتها بالواحات البحرية وجدت العديد من الأجانب من جنسيات مختلفة وأعجبهم مدحى وطلبوا منى إحياء حفلات لهم، كما أحييت العديد من الحفلات للأجانب خلال تواجدهم بمحافظة المنيا».
كما أكد مكرم أنه يستمع إلى القرآن بصفة دائمة من العديد من المشايخ من بينهم الشيخ محمد صديق المنشاوى والشيخ عبد الباسط عبد الصمد.
وقال: إن مصر خسرت كثيرا حينما فقدنا الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ذا الحنجرة المبدعة، وقال:«في المدح احب كثيرا الاستماع للمداح علام القصيرى المعروف عنه اسم المداح الباكي، والشيخ عبد الحكيم الزيات والمرحوم الشيخ أحمد التوني».
ووجه مكرم المنياوى رسالة إلى الفنانين الشعبيين قال فيها:«عليكم بالتجديد، فالفنان إن لم يجدد فإنه سيموت، فأنا في بعض الأوقات استخدم بعض مقاطع أغانى سيدة الشرق أم كلثوم واتغنى على بعض كلماتها حينما يطلب منى الجمهور ذلك».
اللافت أن عيسى المنياوى شقيق الفنان مكرم المنياوى ورث عنه فنه وأصبح يتغنى بمواويله الشعبية بالعديد من الأفراح والموالد منتهجًا ذات النهج حتى وصل الأمر لوضع كتب للشيخ العلامة محمد متولى الشعراوى بمنزله وجاور المصحف الإنجيل في مكتبته.