رئيس التحرير
عصام كامل

لا تزال فريضة غائبة !


إذا عدنا لآخر أيام نظام مبارك، حيث اختلطت مظاهر الفساد السياسي والمالي والإداري، وجرى تزاوج الثروة والسلطة على نحو أشعل غضب الفقراء وكان سببًا رئيسيًا في هبَّة الشعب وخروجه في 25 يناير.. لكن ذلك لا يمنعنا من القول إن هناك رجال أعمال شرفاء يستحقون التقدير لوطنيتهم وإحساسهم بالوظيفة الاجتماعية لرأس المال الخاص.. وهؤلاء تجاوب بعضهم مع مبادرات الدولة بعد ثورة 30 يونيو ودعموا صندوق تحيا مصر.. لكن هذا الإقبال - وهذا ما يدعو للأسى - لم يكن على قدر التحديات، بل كان أقل بكثير من التوقعات، بما يعني أن الرسالة الاجتماعية لرأس المال الوطني لا تزال فريضة غائبة عند هؤلاء، حيث لم يسهموا في رفع العبء عن الطبقات المقهورة، رغم أن ديننا الحنيف حث عليها، ولم تبعد عنها رأسمالية الغرب المتوحشة، بل التزمت بها أخلاقيًا، كما رأينا في نماذج مبهرة سلف ذكرها.


بينما لا تزال أخبار بعض رجال المال والأعمال عندنا مقرونة بمحاضر الشرطة وقاعات المحاكم، بتُهم خرق القانون والإثراء الحرام، حتى صارت تلك التجاوزات مادة شهية للصحف والفضائيات باستثناءات قليلة، تمد يد العون للفقراء، لكنها أبدًا لا ترقى لما يفعله رجال أعمال في دول الغرب، والذين جمعوا ثرواتهم بطرق مشروعة وفق قوانين بلادهم دون مخالفة لها، جمعوها بالكفاح والعرق والمعاناة والكد، وليس تهليبًا أو انتزاعًا بغير حق، كما يحدث عندنا في حالات لا تُعد ولا تحصى.

alyshem51253@gmail.com

الجريدة الرسمية