رئيس التحرير
عصام كامل

عندما نعطي نلهم الآخرين بالعطاء!


"عندما نعطي نلهم الآخرين بالعطاء" كان ذلك شعار حملة أعمال الخير التي بادر بها كل من "بيل جيتس"، صاحب شركة "مايكروسوفت" وزميله "بافت" الملياردير؛ لحث الأغنياء على التبرع ومخاطبة المشاعر الإنسانية لدى أصحاب الثروات باعتبار أن تبرعهم بالمال يمثل مجرد التزام أخلاقي أو كلمة شرف وليس عقدًا قانونيًا ملزمًا تحكمه تشريعات الدولة.. وهو التزام يدخل حيز النفاذ فور إعلان صاحبه نيته التبرع في وقت يحدده.. وقد عبر عمدة نيويورك عن سعادته بالمشاركة في تلك الحملة الخيرية بقوله "إذا أردت أن تفعل شيئًا لأولادك فليس هناك ما هو أفضل من أن تتركهم في عالم أفضل مما تركتهم فيه" وسرعان ما أعلن "بول نجل" الشريك الأكبر في "مايكروسوفت" هو الآخر نيته التبرع بنصف ثروته البالغة نحو 13 مليار دولار بعد وفاته..


هكذا يتنافس أثرياء الغرب ورجال أعماله لأداء واجبهم الاجتماعي تجاه مجتمعاتهم.. بخلاف ما يحدث عندنا، فأخبار أثريائنا ـ إلا ما رحم ربي ـ لا تعدو أن تكون تصرفات استفزازية تبلغ حد البذخ والسفه في الإنفاق؛ حتى أن أحد رؤساء الجمهورية السابقين خاطب رجل أعمال بالغ في إسرافه بقوله: "بلاش تستفزوا الناس بهذا التبذير السفيه". 

ومثل هذه التصرفات وما تقدمه الدراما والسينما من أعمال تعكس أنماط حياة الأغنياء المترفين في قصورهم وإنفاقهم وسياراتهم الفارهة وصراعهم على تكوين الثروات الحرام وجرائمهم وعنفهم تترك غُصة في حلوق الفقراء وتكرس لطبقية جديدة تنتشر كالنار في الهشيم وتجعل الفقراء والمعوزين على فوهة بركان من الاحتقان والتعصب والحقد الاجتماعي الذي يحذر البعض من تداعياته التي لا تبقي ولا تذر.. فكيف يتصور الأغنياء أن ثورة الفقراء قد تخطئهم أو تدعهم يهنأون بما جمعوا من ثروات على حساب هذا الوطن.
alyshem51253@gmail.com
الجريدة الرسمية