رئيس التحرير
عصام كامل

الرواد.. الأوائل


هم من يستطيعون أن يغيروا مجرى الأمور، وأن يجعلوا من هذا التغيير أمرا واقعا، حتى إن أتى هذا التغيير على مصالحم الشخصية، وحتى إن أتى في بعض الأحيان على أمنهم الشخصي.


الرواد.. الأوائل، دائما وأبدا يمتلكون رؤية مستقبلية، ودائما وأبدا تكون مكافأتهم عبر التاريخ وبعد رحيلهم، وليس في حاضرهم أو حياتهم، وبالفعل استطاع الشباب والشعب المصري أن يغيروا من مجرى الأمور مرتين:-

مرة في 25 يناير، ومرة أخرى في 30 يونيو، ولذلك أصبحوا من الرواد.

والآن جاء الدور على من اختاروا أن يكونوا من الأوائل.. نواب مصر 2015.. جاء عليهم الدور ليجعلوا من هذا التغيير أمرا واقعا للحاضر وراسخا للمستقبل.

كانت نتيجة ثورتي 25 يناير و30 يونيو، أن أحس المواطن المصري أنه يستطيع أن يختار وأن يغير باختياره لحياة أفضل، فكان له دستور جديد وانتخابات برلمانية بشكل جديد، يستطيع أن يرى بين رؤى متعددة، وكان له الحق في أن يختار من بين هذه الرؤى ما يعتقد أنها الأفضل له، واختار النواب على هذا الأساس.

وفجأة بعد أن حقق المواطن حلمه بأنه اختار من متعدد.. رأينا من يحاول أن يستهزئ باختياره ويريد أن يستحوذ على كل الاختيارات ويجمعها في سلة واحدة، ويلغي الرؤى المتعددة المتمثلة في الأحزاب، وينشئ كيانا جديدا هو أشبه بالحزب ولكنه ليس بحزب.. فطبقا للدستور لا يستطيع إنشاء حزب من نواب تم اختيارهم بصفة أخرى.. وأيضا هذا شبيه بالماضي القريب عندما كانت مصر تقوم على فكرة واحدة دون الاختيار من متعدد ودون رؤية واضحة، وهذا تحايل وعصف بكل ما تحقق في ثورتي 25 يناير و30 يونيو.

أين المصداقية؟.. ألم يكن من الأجدى تكوين هذا الحزب قبيل بدء الانتخابات وعرض الرؤية على الناخب حتى يستطيع أن يختار؟.. أين الرؤية؟.. هل الرؤية هي "دعم مصر"؟

هذا هدف الكل يبتغيه صدقا أم مجرد قول.. فكان السابقون يطرحون نفس الهدف حتى إن اختلفت الصيغ الكلامية.. ولكن كيف؟ 

الحزب الوطني كان يتحدث عن دعم الدولة بصيغ كلامية مختلفة.. فهل دعم الحزب الوطني مصر الدولة أم عرقلها وأضرها؟ 

الإخوان كانوا ينادون بمشروع النهضة (صيغة كلامية مختلفة لدعم الدولة).. هل حقا كانوا يريدون دعم مصر؟

كل هؤلاء هل حقا دعموها أم أضروها؟.. ماذا أنتم يا نواب مصر 2015 فاعلون لدعم مصر فعليا وليس كلاميا؟

ماذا أنتم يا نواب مصر 2015 فاعلون لتصبحوا من رواد مصر؟
الجريدة الرسمية