متى يردوا الجميل لوطنهم ؟!
أثرياؤنا كثر والحمد لله، وهم لا يقتصرون على رجال الأعمال المشهورين الذين يتداول الإعلام أسماءهم؛ فهناك أغنياء بين الفنانين ولاعبي الكرة والمحامين والإعلاميين وغيرهم.. ورغم ذلك فهم يترددون في المشاركة في أعمال الخير إذا ما دعوا إليها أو دعت الحاجة لذلك.. وربما تعد مساهمات الأثرياء في صندوق "تحيا مصر" خير مثال على ترددهم وتخليهم عن الدولة والشعب في أيام بالغة الصعوبة اقتصاديًا.
لم يفكر هؤلاء الموسورون في التبرع ببعض مما أفاء الله به عليهم من مال هم مستخلفون فيه، متجاهلين ما يفرضه عليهم الواجب أو تقتضيه الضرورة الوطنية تجاه أبناء وطنهم الفقراء والمحتاجين.. ولم يردوا الجميل لوطنهم الذي أعطاهم بسخاء حين جمعوا ثرواتهم بغير عناء ولا تعب وربما اقترفوها من حلال أو من حرام لكنهم لم يكترثوا بمعاناة غيرهم ما داموا هم مترفين منعمين، ناسين أن في أموالهم حقًا معلومًا تهربوا من سداده رغم أن أكثرهم جمع تلالًا من المال وكدسها في البنوك هنا وهناك ولم تطالهم يد العدالة.. لكن عدالة الله دائمًا بالمرصاد وسوف يعلمون.
كنا نرجو لو سارع الأغنياء لا أقول بالتبرع بنصف أو بعض ثرواتهم كما فعل مارك.. بل نرجوهم فقط أن يسارعوا بإخراج زكاة أموالهم أو دفع ما عليهم من ضرائب دون تلاعب أو تهرب.. فالرئيس حين دعاهم للتبرع لصندوق تحيا مصر أو لإصلاح العشوائيات كان يريدهم شركاء في نهضة بلدهم.. كان يريدهم أن يضطلعوا بدورهم في محاربة الفقر ورفع المعاناة عن المحرومين أداء لرسالة رأس المال الاجتماعية.. لكنهم تهربوا وماطلوا وتشكك بعضهم وتخوف البعض الآخر في نية الدولة نحوهم..
إنهم لا يمتنعون فقط عن أداء واجبهم الإنساني كما تفرضه الأخلاق السوية وتعاليم الأديان القويمة، لكنهم حين أرادوا تحصين المال بالسلطة دفعوا أموالًا طائلة لشراء الأصوات في انتخابات مجلس النواب، اشتروا ناخبين ومرشحين.. وكان يمكنهم توفير ذلك كله واجتذاب الأصوات بصورة طبيعية لو أنهم بادروا ببناء مدارس أو مستشفيات أو تطوير عشوائيات أو إعانة فقراء أو توفير فرص عمل لشباب عاطل في تلك الدوائر.
alyshem51253@gmail.com