رئيس التحرير
عصام كامل

مش عايز مرسي يبقى رئيس لكل المصريين


نعم، فالحقيقة أن هناك مقولات منتشرة في أوساط النخبة السياسية والإعلامية حان الوقت للتوقف عنها، لأنها وبدون إساءة، أكاذيب سياسية مضللة. وأهمها أننا نريد أن يكون مرسي رئيساً لكل المصريين. وهو ذات الطلب الذي كان يقال للرئيس مبارك من قبل، لا نريدك رئيساً للحزب الوطني ولكن لكل المصريين. وكأننا نريد من الرئيس أن يكون فوق الجميع، أو أن يكون كما يردد البعض حكم بين السلطات، رغم أنه رئيس للسلطة التنفيذية، وليس أباً للمصريين، ولا سلطة أعلى، فلديه وظيفة محددة عليه أن يقوم بها.  كما يعرف القارئ الكريم أن مرسي قيادي في تنظيم الإخوان السري، وله برنامج سياسي معلن، قال بعضاً منه أثناء الانتخابات الرئاسية، وباقي برنامج هذه الجماعة السياسي معروف ومنشور. أضف إلى ذلك أن مرسي حصل على نسبة كبيرة من الأصوات، ليس لشخصه، ولكن لأنه ينتمي لجماعة الإخوان.

إذن فالرئيس مرسي ينفذ برنامج جماعة الإخوان، والطبيعي والعادي أنه يعود إليها، والطبيعي والعادي أنه ينفذ ما يتفقون عليه. وإذا كان الرئيس مثلاً من حزب التجمع أو من أي حزب آخر فسوف يفعل الأمر ذاته. وبالتالي فالمشكلة ليست في أن نبعد مرسي عن هذا التنظيم "الوحش"، فيصبح ملاكاً. أولاً لأن هذا لن يحدث، فالرجل قضى حياته كلها في هذا التنظيم السري، ولأنه تنظيم عقائدي، فهو يعيد بناء أفكار وحياة من ينتمون إليه. وثانياً: أننا نريد كمصريين، سواءً انتخبنا مرسي أم لا، أن نرى الأداء السياسي للإخوان كاملاً، حتى تقرر أنت وأنا إذا كنا سوف نعطيهم أصواتنا في الانتخابات القادمة أم لا.

ثم إنني وبصراحة أشعر أن فكرة أننا نريد مرسي رئيساً لكل المصريين، مثل فكرة أن مشكلة الرئيس في "مستشاري السوء"، كلها أفكار ناتجة عن عقود من الاستبداد، التي تجعلنا نريد دون أن نشعر، أن نجعل الرئيس شبه إله، فهو عظيم لكن بطانته سيئة، هو "محصلشي" لكن مشكلته في التيار أو الحزب الذي ينتمي اليه. والحقيقة أن الرئيس، أي رئيس هو الذي يختار مستشاريه ومساعديه، وبالتالي فهو الذي يتحمل مباشرة خطاياهم. والرئيس هو أيضاً من يحمل مسئولية تنفيذ البرنامج السياسي للحزب أو التنظيم الذي ينتمي إليه.

باختصار لا نريد الوقوع في الأفخاخ التي تبرأ مرسي من الجرائم والخطايا التي تحدث في عهده، فالحقيقة المُرة أنه يتحملها شخصيا، ويتحملها معه بدون أي مواربة، التنظيم السري للإخوان، فهم الذين يحكمون البلد الآن.

نقلا عن جريدة فيتو


الجريدة الرسمية