رئيس التحرير
عصام كامل

أكبر عملية نصب وغش وتدليس!


يقول الكاتب الصحفي عبد القادر شهيب، في كتابه "اغتيال مصر" مؤامرة الإخوان والأمريكان الجزء الثاني: "لقد تعرضنا منذ 25 يناير 2011 وحتى زوال حكم الإخوان، لأكبر عملية غش ونصب وخداع وتدليس في تاريخ البلاد على يد جماعة الإخوان، ولم يسلم أحد منها، لا المجلس العسكري بعد تنحي مبارك، ولا العناصر الشبابية التي بادرت بالدعوة لمظاهرات 25 يناير، ولا القوى السياسية المدنية ولا جموع المواطنين المصريين، ولا حتى وكلاء الأمريكان الذين تصور البعض منهم أن امتثالهم للتعليمات الأمريكية يسوغ لهم المشاركة في حكم البلاد، بينما كان الأمريكان يستخدمونهم في التمهيد لوصول الإخوان إلى هذا الحكم بطريقة تبدو شرعية أو ديمقراطية من خلال الاحتكام إلى صندوق الانتخابات، بغض النظر عما اعترى هذا الصندوق وشابه من أعمال التزوير.


لقد تعامل الإخوان مع الجميع بلا استثناء كمجرد كومبارس سياسي لهم.. يوافقون أن يلعب أفراد هذا الكومبارس أدوارهم لبعض الوقت، وبما لا يتعارض مع الهدف الذي يبغي الإخوان تحقيقه، وهو الوصول للسلطة والاحتفاظ بها للأبد، ثم يرفضون أن يستمر هذا الكومبارس في أداء أي دور فيما بعد؛ لأن كل الأدوار محجوزة لأعضاء وكوادر الجماعة فقط.. وهذا ما تكشف عنه بجلاء أوراق قضية التخابر..

ورأى أن ما قاله بعض قادة الإخوان بأنهم مستمرون في الحكم 500 عام، ليس بعيدًا عما ذهب إليه مؤلف الكتاب، وكذلك تركهم ميادين الثورة تغلي بغضب الشباب الذين اصطدموا بمؤسسات الدولة وانشغلوا بمطالب الثورة، بينما انصرف الإخوان لتهيئة الأجواء لاحتلال مقاعد البرلمان في براجماتية وانتهازية سياسية زادت المشهد تعقيدًا، وعجلت بسقوطهم المدوي وانتهاء مشروعهم المشبوه، بعد وصولهم لقمة هرم السلطة في مصر.

والأمر هنا - كما يقول شهيب - لا يدعو للدهشة؛ فطبيعة هذه الجماعة منذ أسسها حسن البنا، تقوم على اعتبار غيرهم أعداءً وخصومًا، حتى لو كانوا ينتمون لذات التيار الذي يجمعهم، وهو تيار الإسلام السياسي أو بالأصح المتأسلم (أرأيتم ما حدث بينهم وبين السلفيين الذين ضجوا من المحاولات المحمومة لأخونة أجهزة الدولة وتعيين ما يقرب من 13 ألف إخواني في وظائف مختلفة في أقل من عام.. وكيف انقلب مرسي على أحد مستشاريه من السلفيين الذي جرى التشكيك في ذمته المالية).

لقد برع الإخوان في ممارسة هذا الغش، فقدمت الجماعة نفسها - كما يقول المؤلف - على أنها جماعة للدعوة الإسلامية ونشر المبادئ الصحيحة، بينما كان مؤسسها منذ اللحظة الأولى يريدها جماعة سياسية تصل إلى السلطة، وهذا ما اعترف به بعد مضي 10 سنوات من عمر الجماعة.. والأدهش من ذلك أنها قدمت نفسها حريصة على استقلال البلاد وضد الاحتلال.. بينما ارتضت منذ اللحظة الأولى لتأسيسها بأن تكون أداة في يد الخارج، الإنجليز الذين كانوا يحتلون البلاد وقتها ثم الأمريكان، وقدمت نفسها بأنها جماعة سلمية بينما بنى مؤسسها تنظيمًا خاصًا لممارسة العنف والقيام بالاغتيالات والتفجيرات.

كما قدمت نفسها على أنها جماعة تقبل بالديمقراطية وقواعدها.. بينما لجأت إلى النصب على الناخبين بالشعارات الدينية والرشاوى الانتخابية، بل لجأوا إلى التزوير والتزييف بورقة التصويت الدوارة وبطاقات التصويت المزورة.. وبهذه الخبرات المتراكمة كان الإخوان جاهزين مبكرًا في عام 2011، لممارسة النصب والخداع والتدليس في كل الاتجاهات وعلى الجميع.

لقد غررت جماعة الإخوان بكل الشباب، باستثناء شباب الحركات والمجموعات التي ارتضت بأن تشارك في مؤامرات الجماعة مقابل الحصول على مبالغ مالية.. وهنا يبرز بجلاء دور حركة 6 إبريل، التي تكشف أوراق قضية التخابر حصول قياداتها على أموال من الجماعة، مقابل دعم مرشحها محمد مرسي في انتخابات الرئاسة.

الكتاب فيه الكثير من الأسرار والمعلومات التي تكشف (جريمة العصر)، التي تعرضت لها مصر على يد الإخوان والأمريكان.. يسجل أخطر مرحلة في تاريخ البلاد، لذلك فإنه جدير بالاهتمام والقراءة، ويساعد من سيكتبون تاريخ هذه المرحلة المهمة من حياة بلادنا.

alyhashem51253@gmail.com
الجريدة الرسمية