«اغتيال مصر».. كتاب مهم لشهيب جاء في وقته (1)

ترد الآن دعوات مشبوهة للتظاهر في الذكرى الخامسة لثورة يناير، ورغم تحفظي على تضخيم مثل تلك الدعوات فإننا ينبغي أيضًا ألا نهون منها أو نتجاهلها، فمعظم النار من مستصغر الشرر.. وحتى لا يعيد الإخوان ومن لف لفهم الكرَّة ويمارسون خداعًا جديدًا على بسطاء الناس، فإن على الإعلام أن يمارس دوره في التوعية الرشيدة وتبني أولويات وطنية تحدث التوازن المطلوب، وتفوت الفرصة على الراغبين في تهيئة المسرح لفوضى جديدة تعيد البلاد - لا قدر الله - لانفلات يحيي مشروع الإخوان والأمريكان في تمزيق المنطقة وهدم دولها لحساب إسرائيل.

وفي هذا السياق، يحضرني كتاب مهم صدر منذ أيام ألفه زميلنا الكاتب الصحفي القدير عبد القادر شهيب، الذي يعد واحدًا من صحفيين قلائل حافظوا على تقاليد المهنة واتسمت مواقفهم بالانحياز الواضح للدولة وإعلاء مصالحها فوق ما عداها.

حرص شهيب في كتابه "اغتيال مصر" الجزء الثاني، على جمع المعلومات الدقيقة الصحيحة وتوثيق الحقائق من مصادرها ثم قراءتها بعناية، وبما تجمع لديه من خبرة ودراية بالعلوم السياسية وولع بالصحافة واطلاع على ما يحدث في مصر منذ 25 يناير 2011 وحتى زوال حكم الإخوان.. عكف شهيب على تحليل هذه المعلومات وتفسير ما حدث وتقديم قراءة سياسية لسنوات شديدة الخطورة، بالغة الأهمية، في محاولة رصينة جادة لمساعدة من سيعكفون على كتابة تاريخ مصر خلال هذه المرحلة الفارقة الحافلة بالأحداث والمتغيرات.