فرح عيسى: «بيروت» لم تعد سيدة الدنيا
نظمت دار النهار ندوة حول كتاب "على وقع الكعب العالي" لفرح عيسى، شارك فيها الدكتورة مصطفى الحلوة، الدكتورة نبال أميوني وأدارتها الإعلامية ريتا بريدي في حضور حشد من المهتمين والمثقفين، وذلك في إطار فعاليات اليوم الحادي عشر لمعرض بيروت الدولي للكتاب بدورته التاسعة والخمسين.
وتحدث الحلوة في بداية مداخلته، قائلًا: "كأننا بوقع الكعب العالي قرع أجراس، تنبه فرحًا، فتستفيق من دعة وسكينة! تنحل عقدة لسانها، ولتغدو راهنًا في الصميم المشهد الثقافي، وأضاف متسائلا: هل خطر لفرح عيسى، وهي تتخيّر عنوان بواكيرها أن تظفر بالمعنى الأنثوي الثاني، أم أنها طمعت في الإحاطة بالمعنيين كليهما؟! وكيفما دارت المسألة ومهما يكن القصد".
وأضاف: "صاحبة البواكير/ الخواطر، تروح بنا عبر ستة وستين نصًا، إلى فضاءات ملؤها كعوب الأقدام، فتعزف سمفونية تحكي جوانب من مسيرة حياتها، ولنكون بإزاء تأملات ومواقف وتحديات.. هي مسيرة حياة أنثى تخترق جدران الصمت، فكان لها أن توقّع، بكعوب القلب، رسائل مبلولة بعبرات وتشي بعبر، معتبرا أن في هذا الديوان تبدو صاحبته على حظ كبير من العنفوان".
وفي الختام تحدثت المؤلفة عيسى قائلة: بيروت اليوم ليست ست الدنيا! هي سيدها الذي يحتضن على وقع الكعب العالي في ذراعيه ويداعب صفحاته كخصلات شعر أنثى ولا يعرف إن كانت طفلته أم حبيبته.. اليوم بيروت الثقافة والعنفوان والكرامة، زجاج شفاف، تنظر فيه أحرف الكتاب وتحاول أن تختبر جمالها وهي تعلم أن الحبر الأسود يلائمها ويزيدها أناقة في عيني المحبوب. هذه حالتي في بيروت اليوم.
وأضافت: لطالما تساءلت إن كانت الكتابة حكرا على طائفة الكتاب، وإن كان فعل الكتابة يحتاج إلى شخص أو حدث يهز أغصان الوجدان، ليتساقط الكلام على الورق.. أما اليوم فأدرك أن لوقع الكعب العالي وقع الدم الذي يجري في عروق كاتبته فأنا أغط ريشتي بأحاسيسي لتسيل الحروف على الورق فلا أستغربن إن ظهر قياس ضغط الدم على شرايين الأسطر والنصوص.