رئيس التحرير
عصام كامل

هل يكون البرلمان الجديد على قدر التحديات؟!


يحدونا الأمل أن يكون النواب الجدد للبرلمان وأكثرهم يدخله لأول مرة على قدر التحديات الداخلية والخارجية لدولة تحوطها المخاطر من كل جانب، وتحتاج لعمل مضنٍ من الجميع، أن يكونوا هم قدوة الشعب في إنكار الذات ونبذ الجدل والصراع، والإصرار على الحق مهما يكن مرًا، وأن يراقبوا حتى أنفسهم فلا تزل أقدامهم إلى مواطن الحرام خاصة أن منهم من بالغ في الإنفاق الانتخابي بصورة غير مسبوقة، والأمل كبير أن يبادروا طواعية بالتنازل عن جزء مما يحصلون عليه من بدل الجلسات والمكافآت لصالح الشهداء والمصابين عرفانًا بما قدموه من تضحيات لمصر وأهلها، أو دعمًا لصندوق "تحيا مصر" الذي يحاول تعويض نقص الميزانية وإنقاذ البلاد والعباد من الأزمات والطوارئ كما حدث في أزمة الأمطار بالإسكندرية والبحيرة وغيرهما.


يحدونا أمل عريض أن يخطو نوابنا الجدد خطوات أبعد على طريق الشفافية والمصداقية وتقديم القدوة الحسنة بأن يبادروا إلى تقديم إقرار ذمتهم المالية قبل اكتساب عضوية البرلمان والحصول على الكارنيه وحتى نهاية فترة ولا يتهم النيابية.. ليعرف الناس ماذا أضافوا لثرواتهم وكيف استغلوا حصانتهم.. ساعتها فقط يمكن أن يكونوا قدوة للحكومة ومسئوليها في كل موقع وحتى يتسنى للنواب إلزام أعضاء الحكومة بالشيء نفسه عند تولي مناصبهم وعند مغادرتها.. وتلك هي البداية الحقيقية لإقرار دولة القانون والشفافية ومحاربة الفساد وتجفيف منابعه.

البرلمان الجديد هو سفينة الأمل التي يتمنى المواطنون أن تنقلهم من حالة السيولة السياسية والارتباك والانقسام والفرقة والمزايدات الرخيصة إلى حالة الأمن والاستقرار.. ولهذا فإن ما ينتظره المواطن من برلمانه كثير وعظيم لو تعلمون.. ينتظر الناس أن يعيد البرلمان بلدًا ذا حضارة عريقة إلى مكانه ومكانته المستحقة فاعلا في التاريخ مؤثرًا في الحضارة الإنسانية، وما يستلزم ذلك من جهود خارقة لتنمية البشر والحجر ودعم الدولة في تحدي التحدي، وتلك ولا شك مهمة شاقة تحتاج إلى وعي ورشد وعزم لا يلين.
الجريدة الرسمية