رئيس التحرير
عصام كامل

«داعش» يدفع باليمين المتطرف لصدارة المشهد في أوروبا.. «التكفيريون» يهللون لانتصار حلفائهم في فرنسا.. عضو بالتنظيم يحتفل بتصدر «الجبهة» الانتخابات الإقليمية الفرنسية.. وتر

تنظيم داعش الارهابي
تنظيم داعش الارهابي

بعد أن نقل تنظيم "داعش" الإرهابى هجماته الأخيرة إلى دول أوروبا، والتي كان أبرزها الهجمات التي هزت العاصمة الفنرسية باريس مؤخرًا، فتح المجال بشكل واسع لصعود نجم اليمين المتطرف في أوروبا، الأمر الذي ظهر بوضوح في نتائج الانتخابات الإقليمية في فرنسا.


الانتخابات الفرنسية
وجاءت نتائج الانتخابات التي وصفت بـ"التاريخية" في جولتها الأولى أمس الأحد، لتبين أن التنظيم الغاشم مهد الطريق للدفع باليمين المتطرف في أوروبا ليحتل صدارة المشهد السياسي.

وفى المقابل، خسر الحزب الاشتراكي الحاكم أغلب المناطق التي كان يسيطر عليها، وانتزع حزب الجبهة الوطنية بقيادة مارين لوبين الصدارة في 6 مناطق على الأقل من أصل 13 منطقة جرت فيها الانتخابات، وحصل على نسبة تراوحت بين 27.2 و30.8% حسب آخر استطلاعات الرأي.

ارتياح "داعشى"
وبمجرد ظهور النتائج الأولية للانتخابات الجمهورية الفرنسية مساء أمس الأحد، هلل الداعشيون لانتصار حلفائهم من اليمين المتطرف، وبادر عناصر داعش إلى الإعراب عن ارتياحهم لفوز "حليفهم الموضوعي" في الانتخابات.

ونشر فرنسي من "داعش" تعليقًا على "تويتر" أقرب للتهنئة بفوز اليمين المتطرف، تأكيدًا للتحالف الموضوعي بين اليمين العنصري المتطرف وبين داعش، الذي وضع استراتيجيته الجديدة التي ترجمها بالهجمات الإرهابية بهدف "تهجير" الفرنسيين المسلمين إلى أرض داعش بسبب عنصرية وصليبية فرنسا، ومناهضتها للدين وللمسلمين.

وقال الداعشي الفرنسي في تغريدة رصدتها بعض الجهات التي تتابع ما تنشره الحسابات الإرهابية مثل الباحث الفرنسي رومان كاييه، إنه: «سعيد بفوز الجبهة الوطنية، لأنه الحزب الذي يتمتع ببرنامج صريح وغير منافق».

القسوة ضد المسلمين
وأضاف الداعشي الفرنسي: «أنا أفضل أن يفوز حزب الجبهة، لأنه سيكون في غاية القسوة والشدة ضد المسلمين في بلاده».

وأكد أنه يُفضل"الجبهة الوطنية على الحزب الاشتراكي الذي يتظاهر باحترام المسلمين وتقديرهم، ليقصفهم في بلادهم"، قبل أن يختم تحليله بالقول "مع الجبهة الوطنية، إن شاء الله يستفيق المسلمون أخيرًا، ويستعيدون الوعي، ويُعدون أدباشهم وحقائبهم والتفكير في السفر والهجرة".

وجهان لعملة واحدة
والمدقق لتصرفات سواء "داعش" أو اليمين المتطرف في أوروبا، يجد أنهما وجهان لعملة واحدة، فكلاهما يحارب من يخالفه الرأى، يقبل قتل الآخر من غير وجه حق، يتعامل بعنصرية مع الآخر.

وحل حزب الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في المرتبة الثانية بنحو 27%، في حين حل الحزب الاشتراكي الحاكم في المرتبة الثالثة بنحو 23% من الأصوات.

وتقدم مرشحو الحزب اليميني المتشدد بفوارق مريحة على منافسيهم في ثلاث مناطق رئيسية من بين المناطق الستة التي فاز فيها الحزب، وعلقت لوبين على هذه النتائج بأنها "رائعة".

تراجع الحزب الحاكم

ومثلت نتائج هذه الانتخابات نكسة للحزب الحاكم الذي كان يسيطر على كل المناطق تقريبا، ودعا أكثر من 46 مليون ناخب للمشاركة في هذه الجولة، وقاربت نسبة المشاركة نحو 50%.

وتجرى الجولة الثانية من هذه الانتخابات في الـ13 من الشهر الجاري، ولا ينتظر أن تشهد تغييرات كبيرة على مستوى النتائج، حسب استطلاعات الرأي، ما لم يكن هناك تحالف بين الحزب الاشتراكي والمعارضة اليمينية بزعامة ساركوزي.

وأكد ساركوزي أنه لن يتحالف مع الاشتراكيين في الجولة الثانية لكبح جماح حزب الجبهة الوطنية بعد النتائج الكبيرة التي حصدها في الجولة الأولى.
الجريدة الرسمية