«أبو طقة» يكتب: أصل التاريخ من مصر للمريخ
“ياما جوه الدولاب مظاليم”.. هذه المقولة كانت دائما تتردد على لسان والدى رحمة الله عليه، لدرجة أن المطرب “فريد الأطرش” عندما كان قادما من جبال لبنان هو وشقيقته “أسمهان” سمع هذه المقولة من والدى فأخذ يدندنها طوال طريقه من لبنان لمصر عبر الجبال، وقال لوالدى سوف أجعل منها مطلع أغنية عندما أحقق الشهرة التي أتمناها في مصر.. وكان والدى في هذا الوقت هو الذي قام بتهريبهما بتكليف من والدهما الذي أوصاه عليهما قبل وفاته.
المهم أن دا مش هو موضوعنا.. لكن بالفعل هناك مظاليم كثر عبر التاريخ.. منهم من تم تشويه صورته، ومنهم من اتهم باتهامات لم يقترفها ومنهم من نُسب له أحداث لم يقم بها، بل قد يكون لم يشارك فيها من قريب أو بعيد.. كما أن التاريخ قد ينسب بطولات لأناس لم يقوموا بها من الأساس.. كما يسلبها من آخرين.. فكل حدث تاريخى من الممكن أن تجد نفيه أيضا في كتب تاريخ أخرى.. الأمر الذي كان يؤرق والدى على مستقبل الأجيال القادمة ومحو هويتها الحقيقية، فراح يعكف على تأليف كتابه الشهير الذي لم يخرج للنور بعد “أصل التاريخ من الأرض للمريخ”، الذي ظل عبارة عن مجموعة من الأوراق المتناثرة، حتى توفى والدى بعد أن أوصانى بطباعته وإكمال بقية الأحداث التاريخية التي لم يسعفه الوقت لرصد حقائقها بعيدا عن كتب المؤرخين المعروفة التي يدرسها طلابنا في المدارس والجامعات.
ظل والدى طوال الخمسة وعشرين سنة الأخيرة من حياته، يجوب في القرى والنجوع والضواحى والحارات والمدن والمحافظات، يجمع الحقائق والمعلومات ويدونها في قصاصات الورق حتى داهمه العمر ومات.
وقبل وفاته بساعات قال لي: شوف يا أبو طقة يا ابني.. أنت الآن كبرت وأصبحت شابا يافعا، يستطيع أن يتحمل مسئولية وطن بأكمله.. هذه المسئولية سترثها منى الآن وقبل أن أموت.
فقلت له: يعنى يابا حضرتك عايز تورثنى مسئولية وطن بدلا ما تورثنى قطعة أرض أو حتى كام مليون قرش أبدأ بهم حياتي؟!
قال: هذه هي حياتك التي اخترتها لك يا ولدى كما اختارها لى والدى من قبل.. فنحن عائلة كتب علينا القدر أن نحمل هم هذا الوطن
فقلت له: طب هات من الآخر يابا وقول عايز تحملنى إيه؟
فقال: تاريخ مصر يا ولدي.. إنه أمانة في رقبتك.. ثم أخرج من تحت سريره صندوقا وقال لى افتح هذا الصندوق
فتحت الصندوق دون تردد فوجدته مملوءا بقراطيس من الورق مكتوبة بخط يده، فقلت له ما كل هذا يا والدي؟!
قال: هذا نصف تاريخ مصر يا ولدى وعليك أنت أن تجمع النصف الآخر
قلت: يعنى أنت يابا عايزنى آخد 25 سنة من عمرى أجمع خلالها النصف الثانى من التاريخ.. فيكون عمرى ساعتها قد تخطى الخمسين سنة؟!
قال: وضف عليهم خمس سنوات أخرى تقوم خلالها بإعادة كتابة هذه القراطيس وتجميعها في كتاب مع ما ستحصل عليه أنت من معلومات خلال الفترة الماضية ليكون أكبر كتاب تاريخ في التاريخ يحسب لعائلة أبو طقة المصرى على مدى الزمن
قلت: طب وأنا هستفيد إيه من الكتاب مادام عمرى كله سينقضى في جمعه وبعدها سأجلس أنتظر الموت مثلك هكذا؟!
قال: ستدرك حلاوة ذلك عندما تنتهى من الكتاب وتبدأ في بيعه للدول الكبرى وليس للأفراد.. ثم ستتضاعف اللذة عندما تجلس مثلى على فراش الموت يا ولدي.. فمصر تستحق منا الكثير لم تعرفه أنت بعد
مات والدى بعد هذه الكلمات وترك لى هذا الإرث الثقيل الذي ضاع فيه نصف عمرى الآخر حتى يومنا هذا.. ولولا أن الله أكرمنى وأكرم العالم بالتكنولوجيا الحديثة ما كنت قد انتهيت من كتاب “أصل التاريخ من مصر للمريخ” حتى يومنا هذا.
واليوم ونحن ندشن كتابنا العبقرى الذي تم تقسيمه لعشرة أجزاء وطباعة 6 نسخ منه فقط لكبر حجمه وثقل وزنه، فقد قررنا توزيع النسخ على أكبر خمس دول في العالم وهى الدول التي لها حق الفيتو في الأمم المتحدة - أمريكا وفرنسا وروسيا والصين وإنجلترا - وهذه الدول هي التي ساهمت في طباعة الكتاب وتحمل تكاليفه، التي وصلت إلى 55 مليون جنيه، حصلت أنا على 5 ملايين وباقى المبلغ من نصيب المطبعة التي تعاقدت معها في ولاية “الشيخ حسن” بجنوب فرنسا، وهى الولاية المتخصصة في طباعة الكتب النادرة في العالم.. أما النسخة السادسة فهى موجودة معى هنا في مصر لمن يريد الاطلاع عليها ومكونة من عشرة أجزاء كل جزء في كتاب مكون من 1500 صفحة.
وبعد خمسة وعشرين عاما عكفت خلالها على كتابة تاريخ مصر الحديث، بعد أن أنهى والدى كتابة تاريخها القديم قررت أن أنشر لكم مقتطفات منه هنا في “جريدة فيتو”، ودون مقابل؛ لأننى أعلم أنكم لن تستطيعوا شراءه كاملا لارتفاع ثمنه على الأفراد في الوقت الحالي.
ستجدون في كتاب “أصل التاريخ من الأرض للمريخ” ما ستقشعر له أبدانكم.. وما سيغير فكرتكم عن العالم وعن مصر تحديدا.. فهل تعلمون مثلا أن “سليمان الحلبي” لم يقتل “كليبر” كما تعلمنا في كتب التاريخ بالمدارس؟!
وهل تعلمون أن نهر النيل لم يحفره المصريون وإنما جاءنا محفورا كإهداء من ملك الحبشة قبل أن يدخل الإسلام مصر؟!
وهل تعلكون أن الملك "مينا" ليس هو موحد القطرين كما تعلمون؟!
وهكذا من المغالطات التاريخية التي تمت معالجتها في كتاب “أصل التاريخ من مصر للمريخ” لن تقرأوها إلا هنا في تلك المساحة وفى كتاب أصل التاريخ من مصر للمريخ.. فإلى الحلقات القادمة.