رئيس التحرير
عصام كامل

مديرة إدارة الأزمات بوزارة البيئة: نفسي المصريين يشموا هواء نضيف.. بس يساعدونا

فيتو

  • حجب المعلومات عن الإعلام كارثة
  • المحميات الطبيعية في خطر
  • أطنان القمامة في الشوارع مسئولية المحافظات والأحياء 
  • المحليات لا تقوم بدورها.. وعدم الاستعداد الجيد سبب "الكوارث"
ما بين اعتراف بوجود تقصير من جانب أطراف بعينها، تسبب في حدوث عدد من الأزمات التي تعاني منها البلاد، ومطالبة بتوعية المواطنين بمخاطر التلوث، دار الحوار مع الدكتورة كوثر حفني، مدير الإدارة المركزية للأزمات والكوارث بوزارة البيئة.

مديرة إدارة الكوارث بوزارة البيئة، لفتت النظر إلى أن أزمة السيول التي واجهتها عدة محافظات، خلال الآونة الأخيرة، أكدت، بما لا يدع مجالا للشك، أن منظومة المواجهة تعاني من ارتباك كبير، أثَّر بشكل أكبر في تعاطيها مع الأزمة والكارثة.

الدكتورة كوثر، ألقت الضوء، في هذا الحوار لـ"فيتو"، على الجهود التي تبذلها وزارة البيئة للحد من نسب التلوث، ومواجهة الأزمات من الأصل، وعدم الاكتفاء باتباع سياسة "المسكنات"، حيث ترى أن "الوقاية دائما خير من العلاج"، وعن هذا الأمر وأمور أخرى كان الحوار التالي:


> داخل كل وزارة هناك إدارة يطلق عليها "إدارة الأزمات والكوارث".. ما طبيعة عمل تلك الإدارة داخل وزارة البيئة؟
أنشئت هذه الإدارة طبقا لقانون البيئة، الذي ينص على إنشاء خطة طوارئ وطنية لإدارة الأزمات والكوارث البيئية.

> ما الفرق بين إدارة الأزمات بمجلس الوزراء وإدارة الأزمات بالوزارة؟
إدارة الأزمات بمجلس الوزراء تدير كل المشكلات والأزمات التي تحدث على مستوى مصر، أما نحن فمهمتنا إدارة كل ما يحدث بالبيئة، وأريد أن ألفت النظر هنا إلى أن هناك تعاونا دائما بين الإدارة بمجلس الوزراء وإدارتنا، وجهودا متواصلة طوال الوقت وهي لديها استراتيجية كبيرة لإدارة الأزمات على مستوى الجمهورية ومقسمة على مستويات طبقا للأولويات والوزارات المختلفة.

>وفقا لموقعك الوظيفي.. لنتحدث عن رؤيتك لكارثة الأمطار التي شهدتها بعض المحافظات في الآونة الآخيرة؟
ما حدث مؤخرا في الإسكندرية، وعدد من المحافظات الأخرى، كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأزمة حقيقية.

> ومن المسئول عن حدوث مثل هذا الأمر؟
المنظومة كلها.. وهناك أسباب أخرى خلقت تلك الكارثة، في مقدمتها عدم الاستعداد السليم للأزمات، ومن جانبنا كوزارة للبيئة قمنا بكل الاستعدادات اللازمة لمواجهتها، أما عن باقي الجهات فهي مسئولة عن ذاتها، نجحت أم قصرت في مجهوداتها، وعلى الجهات المعنية مراقبة سيارات الكسح في التخلص من مياه السيول بالمصارف وليس الترع.

> ماذا كان دور وزارة البيئة في مواجهة السيول التي شهدتها مصر؟
وزارة البيئة لها أدوار كبيرة، أهمها الاستعدادات المكثفة لمواجهة السيول والتنبؤ والتوقعات، وإعلام جميع الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة خوفا من حدوث أي كوارث.

وطبيعة عملي تعطيني الحق لأن أتدخل لحماية المحميات الطبيعية، ومواجهة أي تلوث بيئي ناتج عن السيول مثل وصول تلك المياه إلى البحار، وهذا يؤدي إلى تلوث البيئة البحرية، ودوري وقف هذا التلوث وتحليل مياه البحار والنيل باستمرار، لكشف نوعية المياه وكل فرع في كل محافظة يقوم بتحليل مياه الشرب للمواطنين أيضا، خوفا من وصولها للمواطنين وهي ملوثة.

> ما الخسائر التي نتجت عن السيول من الناحية البيئية؟
لا توجد خسائر بفضل الله، وكان كل الخوف على المحميات الطبيعية لوجود النباتات والحيوانات النادرة بها، فكان من المحتمل أن تضرب السيول المحميات، لكن فضل الله وشغلنا المستمر حمى المحميات الطبيعية من الدمار، حتى مياه البحر بالإسكندرية لم نجد بها تلوثا بعد إجراء التحاليل لوجود تقلبات شديدة بالمياه أدت إلى عدم تلوثها.

> بعيدا عن الأزمات الطارئة.. متى سيأتي اليوم الذي نتخلص فيه من موسم "السحابة السوداء"؟
يجب أن ندرك أولا أن السحابة السوداء ليس أساسها قش الأرز، أو موعدها فقط حصاد الأرز، لكنها تنتشر فقط بشكل أكبر في هذا التوقيت، وأريد الإشارة هنا إلى أن حرق قش الأزر مسئول عن 42% من السحابة السوداء، ووزارة البيئة لديها خطة وخبرة في إدارتها، وكل عام يختلف عن العام الذي يسبقه بنتائج أفضل، وسنقول إنه تم الانتهاء من السحابة السوداء عندما تتغير سلوكيات الفلاح المصري تجاه بيئته إيجابيا.

> ما الإجراءات التي اتُّخذت للحد منها؟
أول وأهم شيء هو التوعية الكاملة والمستمرة للفلاح، ومن جانبنا اتخذنا أكثر من إجراء للحد من الظاهرة، وأحد هذه الإجراءات يتمثل في شراء قش الأرز من الفلاح في مقابل مادي، كما حاولنا استغلال الأمر في توفير وظائف موسمية للشباب، من خلال طرح اختيار أن يجمع كل شاب طن قش أرز يأخذ مقابله مبلغا ماديا 35 جنيها، إلى جانب إعطائه قش الأرز لبيعه في شركات أخرى مقابل 200 جنيه للطن، وتأجير معدات كبس قش الأرز للشباب في مقابل مادي في فترة الموسم.

وفي ذات السياق، أريد التأكيد على أن من يصر على حرق قش الأرز سنتخذ تجاهه الإجراءات القانونية، وهي تحرير محضر ضده وتبلغ الغرامة من 5 آلاف إلى 100 ألف جنيه، وفي حالة عدم الدفع يتم حبسه عاما.

> حكومات جاءت ورحلت وجاءت حكومات جديدة ولا تزال "أطنان القمامة" تحاصر المصريين.. هل من الممكن أن تلعب وزارة البيئة دورا في القضاء على تلك الظاهرة؟
المواطنون يجب أن يعلموا أن القمامة مسئولية المحافظة والحي أولا، ودورنا يقتصر على نشر ثقافة إعادة التدوير فقط.

> ماذا تتمنين كرئيس لإدارة الأزمات والكوارث بالبيئة؟
"نفسي المصريين يشموا هواء نضيف، بس يساعدونا".

> ماذا تطلبون من الشعب؟
أن يتعاون مع الجهات المعنية، ويدرك أن الجهات المعنية تقف في صفه.

> هناك من يتهم وزارة البيئة بإخفاء معلومات عن الشارع المصري في وقت حدوث الأزمات؟
بالنسبة لإدارة الكوارث بالبيئة، لم أحجب أي معلومات، بالعكس: الإعلام أحيانا ينشر قبل أن نرسل أي أخبار، ويجب التأكيد هنا على أن حجب المعلومات عن الإعلام كارثة في حد ذاتها، ودليل على عدم مواجهة الأزمة.

> كل يوم تذاع أخبار عن حدوث تلوث زيتي بنهر النيل.. من المتسبب الرئيسي في هذا؟
جميعها سلوكيات بشرية.. ونحن كمسئولين نقوم بأقصى مجهوداتنا للحد منها، ولكن طبقا للقانون من يتسبب في تلوث البيئة البحرية يحاسب على كل النفقات لإصلاح ما تم إتلافه، فوزارة البيئة لديها خرائط تكشف الأماكن الأكثر تلوثا والتي لها أولوية في مكافحتها.

> هل توجد مساعدات خارجية في حالة أزمات أو كوارث كبيرة؟
بالفعل، نحصل على معونة خارجية، في حالة حدوث أزمة كبيرة للغاية، وهي شركات كبيرة تتدخل لمساعدة وحماية بيئة البحرين الأحمر والمتوسط، وتعتبر حماية ومساعدة من قِبل المعدات وخبراء واستشاريين.

> من وجهة نظرك.. هل هناك تقصير من جانبكم في منظومة العمل داخل وزارة البيئة؟
"إحنا مش مقصرين إطلاقا لأننا لا ننام أصلا".

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لملحق "فيتو".
الجريدة الرسمية