رئيس التحرير
عصام كامل

ناتالي خوري: «الكتب الجدلية» الأفضل لتوسيع مدارك الشباب

 الدكتورة ناتالي
الدكتورة ناتالي الخوري

قالت الدكتورة ناتالي الخوري في بداية مداخلتها بندوة "أزمة المطالعة في لبنان" بالدورة التاسعة والخمسين لمعرض بيروت الدولي للكتاب: أزمة المطالعة، عنوان لقائنا، اعتراف واضح وصريح أن ثمة أزمة تستوجب حلّا، أزمة لا يمكن أن تُقرأ بمَعِزل عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والديني والنفسي، حيث لا يمكن أن نفصِل بين طبيعة الإنتاج المعرفي وكيفيّة تلقّيه.


وأشارت الخوري إلى ضرورة قيام الأساتذة باقناع الطالب أن القراءةَ في مرحلة الدراسة الجامعيّة ليست ترفًا، بل هي حاجةٌ وضرورة، حيث الـتأسيسُ والبناء، وهي حاجةٌ تنمويّة فكريّة لبناء ذهنيّة قادرة على الانتقاء بعد استعراض ما تكون اكتسبته، إضافة إلى توجيه الطلاب في هذ المرحلة الثانوية تحديدا إلى قراءة النصوص الفكرية- الاجتماعيّة المغلّفة بقالب سردي، التي تناقش إشكالياتٍ وجدلياتٍ وتحمل همًّا وجوديًّا وقلقًا معرفيًّا، أي تنميّ حسّ السؤال وتاليًا حسّ المعرفة عند الطالب.

وقالت: إذا أردنا توجيه الطلاب إلى كتب ثقافية تنمّي ثقافتَهم وفكرَهم من خارج الاختصاص، بعد معرفة توجّهاتهم وأذواقهم، واحترامها، يجب إرشادُهم إلى الكتب الفكريّة-الجدليّة إلى تنمّي لديهم الانفتاح على الآخر، الكتبِ التي تعلي من شأن التعدّدية الثقافية والفكرية والدينية، والتنبيه على خطر الكتب التي تعزز الأصوليات والتوجيه إلى الكتب التي تهتمّ باللغة وإشراقتها بعيدًا من الأخطاء الشائعة التي تؤسّس لمزيد من الأخطاء، وتكرسُّها وقد يكون القالبُ السردي أكثر تشويقا من كتب الفكر الخالص، والروايات من الكتب الأقرب إلى ذائقة الطلاب من الاختصاصات كافّة.

وختمت بالقول: على مستوى الإنتاج الأدبي والمعرفي، نستطيع القول إنّ الحالة الأدبيّة والفكريّة بخير، وأنّ ثمّة كتّابًا (شبّانًا وشابّات) يختزنون في أقلامهم إبداعات تستحقّ التوقّف عندها بما يشكّلونه من ظاهرة أدبيّة ونقدية سيكون لها شأن كبير وإيمانا مّنا بهم، واسمحوا لي بان أختم بإعلان صغير عن محاولاتنا تشجيعَهم في هذا المجال، بأنّنا نؤسسُ منتدى قراءة تحت عنوان"حركة نقد" أو "إصدار ونقاش"، لمجموعة من الطلاب الجامعيين الشغوفين بالمعرفة، وسيكون هذا المنتدى مؤلفا من ثلاثة أجيال، من أجل إفساح المنابر للجيل الجديد وتدريبهم نقديا ومعرفيا لمناقشة الكتّاب إصداراتِهم الجديدة.
الجريدة الرسمية