رئيس التحرير
عصام كامل

تذكروا هؤلاء العظماء!


لا شك أن ثمة ظواهر انتخابية سلبية ظهرت مع هذه الانتخابات البرلمانية كشراء الأصوات وتجاوز سقف الإنفاق في الدعاية الانتخابية وظهور المال السياسي وسمسار الانتخابات وشراء المرشح أيضًا سواء كان حزبيًا أو مستقلًا في مساومة ممجوجة على المبادئ والأهداف لحساب المصالح الشخصية على حساب الناخبين.

وتلك ظاهرة ينبغي الالتفات إليها.. وعلى من فعلوا ذلك أن يتذكروا رسالة البرلماني الحق، وأن يعودوا بذاكرتهم لبرلمانيين عظام كانوا ملء السمع والبصر في زمانهم، خلقًا وعملًا، أمثال سيد جلال وعلوي حافظ ومحمود القاضي وممتاز نصار وعادل عيد، وغيرهم من المعارضين العصاميين الذين سلكوا سبيل النزاهة والاستقلال وحب الوطن وخدمة الناس بلا مقابل، ولا مهاترات واستغلال الحصانة في النهب وتكوين الثروات.. كانوا يعتمدون الحوار والإقناع لغة تحت قبة المجلس، والمعارضة البناءة هدفًا لتحقيق الصالح العام.

علينا الاعتراف بغياب أي دور إيجابي فعال للأحزاب والنخب والمعارضة، وآن الأوان لتجديد الدماء وعلاج حالة التكلس السياسي لتلك الأحزاب والتأبيد في مناصبها القيادية على حساب الشباب الواعد.. انظروا إلى عمر رئيس وزراء بريطانيا وغيره لتعلموا أن الديمقراطية هي لغة الأحزاب الناضجة في الخارج، وأن الشباب هم طاقتها وأن الأحزاب هي مفرخة الساسة التي تمد الوظائف الكبرى بالكوادر الناجحة.

غزو العقول وتدميرها وتشويش وعيها أخطر ما تتعرض له مصر حاليًا، وهو عبء آخر يضاف إلى كاهل البرلمان الجديد إلى جانب دوره الرقابي والتشريعي.. وهو ما يضاعف الحاجة إلى نواب على وعي وبصيرة بحقيقة الأوضاع في مصر وتحدياتها الداخلية والخارجية؛ لتعويض عجز الأحزاب وخوائها ورداءة النخبة وتهافتها.
الجريدة الرسمية