رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. حكاية ابن أسوان ضحية «منجم السكري».. «مصطفى غبور» خرج للعمل وعاد جثة هامدة.. ابتلعته الأرض أثناء تنقيبه عن الذهب.. لديه طفل وفقد والده منذ شهرين.. وقال في آخر منشوارته: &#

فيتو

خرج أحد شباب أسوان، من محافظته، بحثًا عن "لقمة العيش"، حتى لا يستسلم لشبح البطالة، وعقب مرور 7 سنوات على عمله في منجم السكري، عاد إلى قريته جثة هامدة.


مصطفى غبور
استقبلت قرية "العدوة"، بمدنية إدفو، في محافظة أسوان، جثمان مصطفى محمود حسن والمعروف بين أهله وأصدقائه باسم "مصطفى غبور"، أحد أبناء القرية، البالغ من العمر 27 عامًا، والذي لقي مصرعه تحت الأرض أثناء عمله في منجم السكري، بمحافظة البحر الأحمر، في الأيام القليلة الماضية، وشارك في تشييع الجثمان الآلاف من أبناء قريته والقرى المجاورة.

أسرة الضحية
ومن ناحيته، قال علي أبوجبل، عم المتوفى، إن "مصطفى" تزوج العام الماضي ولديه طفل عمره شهور اسمه محمد، ولديه شقيقان وشقيقتان وترتيبه الثاني بينهم، موضحًا أنه محبوب لدى جميع أهل القرية، ومتعاون جدًا، ويحرص على مساعدة المحتاج، ومد يد العون للجميع.

أضاف لـ«فيتو» أن والدته حالتها سيئة منذ سماعها خبر وفاته، وخاصة أنها كانت تنتظر عودته لقضاء إجازته الشهرية معها، أما والده فقد توفي منذ شهرين تقريبًا، مشيرًا إلى أن "مصطفى" التحق بعمله منذ 7 سنوات في مناجم السكري، بمحافظة البحر الأحمر، بحثًا عن لقمة العيش، وتوفير حياة كريمة لأسرته الصغيرة، ويشهد له الجميع بالاجتهاد في العمل.

فني حفار
كما قال ابن عمه وصديقه، المهندس سعد الجندي، إن "مصطفى" يعمل "فنىي حفار متعدد"، يحفر على حفارات عينات، ويعد من أحسن الحفارين وأمهرهم، ولديه القدرة على العمل في جميع أنواع المحاجر، بكفاءة عالية في المهنة، وتواجدها نادر لقلة تواجد ماكينات العينات في مصر.

14 يومًا
أضاف لـ«فيتو» أن "مصطفى" عاد إلى بلدته جثة، في نفس اليوم الذي كان من المقرر أن يبدأ فيه إجازته مع أسرته، حيث يعمل 14 يومًا في الشهر، وأثناء عمله في اليوم الـ12 وقعت الحادثة، وفى اليوم الـ14وصل جثمانه إلى أهله وتم دفنه، وخيَّم الحزن على جميع العاملين في منجم السكري زملائه وأصدقائه، كما خيم على قريته التي حزن أهلها لفقدانه.

يذكر أن "مصطفى غبور" ظل أكثر من 27 ساعة، وعلى عمق 30 مترا تحت الأرض، في رحلة أطلق عليها زملاؤه «بين الحياة والموت»، حيث ابتلعته الأرض أثناء عمله في التنقيب عن الذهب بالمنجم، وطالب زملاءه الاستعانة بالقوات المسلحة لاستخراجه حيًا أو ميتًا.

مناطق جبلية
وكان "مصطفى" يعمل على ماكينة الحفر الـ"R C"، وهي عبارة عن حفار كبير وظيفته الحفر الترابي، وطوله 12 مترا، وعرضه 3 أمتار، وارتفاعه 4 أمتار، وكانت تعمل ماكينة الحفر في منطقة جبلية مفتوحة، ضمن الأماكن التي بها نسبة خطورة قليلة، وبالرغم من ذلك سقطت المعدة في عمق جبلي يبلغ 30 مترا أسفل سطح الأرض.

وأنهى عمله بالحفار بالمنطقة، وكان على نفس المنطقة التي حدث بها الهبوط 3 معدات أخرى، منها معدة تسمى "دنبر"، وزنها 300 طن، وسيارة، وجميعها خرجت أمامه بنفس الطريق، دون أن يحدث لها شيء، ولكن أثناء خروجه سقط داخل الحفرة بمعدته، لأنها ذات قوة اهتزازية عالية، وتمت الاستعانة بكاميرات كاشفة عن المعادن، ولكنه بسبب عمق المسافة التي قُدِّرت بـ30 مترا لم يظهر أي شيء.

حسن الخاتمة
وقال، في آخر منشوراته، على حسابه الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «الحياة حلوة بس الحزن فيها أكتر، ربنا يرزقنا حسن الخاتمة، ولا إله إلا الله محمد رسول الله»، وعقب وفاته تداول رواد التواصل الاجتماعي كلماته الأخيرة وعبارات التعزية.

الجريدة الرسمية